واشتهر الأنصار بأنهم أهل زرع وبساتين ونخيل.
كما اشتهر المهاجرون بأنهم أهل تجارة وصفق في الأسواق.
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يشجعهم على ذلك.
وهذه الأعمال جعلتهم أهل عفة وكرامة واكتفاء، وأصحاب فضل ونفع للآخرين.
وجعلتهم أيضًا في غنى عن الحرام، وفي وقاية من طرق الكسب غير المشروع كالربا والرشوة .. الخ.
وفي الحديث الآتي مثال لهمتهم العالية، وأخلاقهم النبيلة:
قال البخاري: حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال: لما قدموا المدينة آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين عبد الرحمن وسعد بن الربيع، قال عبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً، فأقسم مالي نصفين، ولي امرأتان، فانظر أعجبهما إليك، فسمها لي، أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك؟ أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع، فما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن، ثم تابع الغدو، ثم جاء يوماً وبه أثر صفرة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مهيم؟ (?)» قال: تزوجت. قال: «كم سقت إليها؟» قال: نواة من ذهب- أو وزن نواة من ذهب- شك إبراهيم (?). يعني راوي الحديث.
وقد مات عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - عن ثروة ضخمة من تجارته.