مَفْعُولا وَاحِد
وَأما رَأَيْت فَتكون بِمَعْنى الْعلم وَالظَّن والرأي والرؤية فيتعدى بِمَعْنى الْعلم أَو الظَّن إِلَى مفعولين تَقول رَأَيْت زيدا مُنْطَلقًا أَي علمت زيدا مُنْطَلقًا فَيكون الْعلم قد تجدّد بانطلاقه قَالَ الله تَعَالَى {وَيرى الَّذين أُوتُوا الْعلم الَّذِي أنزل إِلَيْك من رَبك هُوَ الْحق} فَوَقع فِيهِ الْفَصْل وَمِنْه قَوْله سُبْحَانَهُ {إِن ترن أَنا أقل مِنْك مَالا وَولدا} وَقَالَ عز وَجل (أَن رَآهُ اسْتغنى) فَالضَّمِير هُوَ الْمَفْعُول الأول وَاسْتغْنى هُوَ الْمَفْعُول الثَّانِي وَلَو لم يَتَعَدَّ إِلَى مفعولين هُنَا لم يَتَعَدَّ الى الضَّمِير ولقيل أَن رأى نَفسه
وَتقول فِي الظَّن رَأَيْت زيدا خَارِجا أَي ظَنَنْت زيدا خَارِجا فزيد مُتَيَقن وَالشَّكّ إِنَّمَا اعْترض فِي خُرُوجه وَفِي التَّنْزِيل {إِنَّهُم يرونه بَعيدا ونراه قَرِيبا} يذم الْكفَّار فِي شكهم واعتقادهم بعد يَوْم الْقِيَامَة فَكَأَنَّهُ قَالَ يظنون يَوْم الْقِيَامَة بَعيدا وَأخْبر عَن نَفسه بِالْعلمِ لِأَن الظَّن لَا يجوز عَلَيْهِ تَعَالَى الله علوا كَبِيرا فَقَالَ {ونراه قَرِيبا} أَي يعلم يَوْم الْقِيَامَة قَرِيبا فقابل علمه بظنهم وعلق علمه بِقرب يَوْم الْقِيَامَة كَمَا علق ظنهم ببعده وَمن كَلَامهم كم ترى الحرورية رجلا أَي كم تظن
وَبِمَعْنى الرَّأْي والاعتقاد يتَعَدَّى أَيْضا إِلَى مفعولين نَحْو فلَان يرى من الرَّأْي أَن الْحق فِي جهتك وَيرى الْحق قَوْلك وَالْبَاطِل قَوْله قَالَ ابو الْقَاسِم عمر ابْن ثَابت الثمانيني وَيكون بِمَعْنى اعتقدت فيتعدى إِلَى مفعول وَاحِد تَقول