سنة ست وثمانين وأربعمائة

فيها جرد أمير الجيوش عسكراً إلى ثغر صور، وكان المتولي به قد خرج عن الطاعة. فسار العسكر ونزل على الثغر، فخاف أهل البلد من سطوة أمير الجيوش، فلم يعرضوا لقتال فهجم العسكر البلد وانتهبوا أهله، وقبضوا على أميرها وعلى جماعة من الناس وسيروهم إلى أمير الجيوش فقتلهم؛ وبعث بفريضة ستين ألف دينار على أهل صور؛ وكان ذلك في رابع عشر جمادى الآخرة.

وفيها نمى قتل أبي علي حسن بن عبد الصمد بن أبي الشحناء العسقلاني صاحب الرسائل والشعر، وكان بديوان الإنشاء، وشعره ورسائله مشهورة. ويقال إن القاضي الفاضل عبد الرحيم كان جل اعتماده على رسائله. ومن شعره:

أصبحت تخرجني بغير جريمة ... من دار إكرام لدار هوان

كدم الفصد يراق أرذل موضع ... أبداً، ويخرج من أعزّ مكان

ثقلت موازين العباد بفضلهم ... وفضيلتي قد خفّفت ميزاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015