وقبض على ثلاثة عشر رجلا ضربوا وشهروا على الجمال وحبسوا ثلاثة أيام بسبب أنهم صلوا صلاة الضحى وفي شعبان خرج الكتاميون إلى باب الفتوح، فترجلوا وكشفوا رؤوسهم، واستغاثوا بعفو أمير المؤمنين فأوصل إلى الحاكم جماعة منهم، فوعدهم، وكتب لهم سجل قرئ بالقصر والجوامع بالرضا عنهم وإعادتهم إلى رسومهم في التكرمة.

وأمر بهدم جامع عمرو بن العاص بالإسكندرية.

وصلى الحاكم بالناس في رمضان صلاة الجمعة مرتين وخطب.

وفي سادس عشره صرف الحسين بن النعمان عن القضاء. وكان قد ضرب في الجامع فندب الحاكم جماعة من شيوخ الأضياف يركبون معه إلى كل مجلس فيه جماعة من الخاصة وأمر أصحاب سيوف الحلي بالمشي بين يديه في كل يوم. فكان إذا حضر إلى الجامع العتيق وقام يصلي وقف جماعة الأضياف صفا خلفه يسترونه، ولا يصلي أحد منهم حتى يفرغ من صلاته ويعود إلى مجلسه؛ فإذا جلس في مجلسه كانوا قياما عن يمينه وشماله. وهو أول قاض فعل ذلك معه، وأول قاض كتب في سجلاته قاضي القضاة؛ وعلت منزلته عند الحاكم وتخصص به. وكان له عند الحاكم جماعة يمدحونه ويبالغون في الثناء عليه، منهم ريحان اللحياني وزيدان ومصلح اللحياني، فانبسطت يده وعظم شأنه؛ ولا عن بين رجل وامرأته؛ وتشدد على الناس؛ فكان إذا أبطأ شاهد يوم جلوسه في الجامع عن الحضور إلى داره والركوب معه رسم عليه وأغرمه مالاً ليأخذه. وألزم كتابه بملازمة داره دائما. وكانت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015