وقال ابن الأثير: أبو الفتيان محمد بن حيوس: لما مات العزيز وحضر الناس للتعزية بالقصر، واجتمع الناس على اختلاف طبقاتهم افحم الناس بأجمعهم عن أن يوردوا في ذلك المقام شيئا مما يليق بالوقت، ومكثوا مطرقين، فقام صبي من أولاد الأمراء الكتاميين. وأنشد:
انظر إلى العلياء كيف تضام، ... ومآتم الأحساب كيف تقام
خبّرتني ركب الركاب ولم يدع ... للسفر وجه ترحّل فأقاموا
فاستحسن الناس من إيراد الصبي لذلك، وطرق الناس إلى إيراد المراثي، ونهض الشعراء والخطباء فعزوا، وأنشد كل إنسان ما عمل في التعزية.
وكان الصبي هو الذريعة إلى إيراد ما أوردوه، وكشف ما نزل بهم من المهابة والمخافة.