بين وهو في الحرز كأصله وذهب آخرون إلى أنه الإبدال ياء خالصة, وفي الشاطبية كالجامع وغيره أنه مذهب النحاة, وليس المراد أن كل القراء سهلوا وكل النحاة أبدلوا, بل الأكثر من كل على ما ذكر ولا يجوز الفصل بينهما عن أحد حالة الإبدال كما نص عليه في النشر كغيره, وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بالتحقيق مع القصر في الخمسة, وافقهم الحسن والأعمش لكن اختلف عن هشام في المد والقصر, فالمد له من طريق ابن عبدان وغيره عن الحلواني عند أبي العز, وقطع به لهشام من طرقه أبو العلا وروى له القصر المهدوي1 وغيره وفاقا لجمهور المغاربة وأصل الكلمة "أأئمة" على وزن "أفعلة" جمع "إمام" نقلت كسرة الميم الأولى إلى الهمزة قبلها ليسكن أول المثلين فيدغم, وكان القياس إبدال الهمزة ألفا لسكونها بعد فتح, لكن لو قالوا أمة لالتبس بجمع أم بمعنى قاصد فأبدلوها باعتبار أصلها, وكان ياء لانكسارها, فطعن الزمخشري في قراءة الإبدال مع صحتها مبالغة منه كما في النشر, قال فيه: والصحيح ثبوت كل من الوجوه الثلاثة أعني: التحقيق وبين بين والياء المحضة عن العرب وصحته في الرواية.
وأما الهمزة الساكنة بعد المتحركة لغير استفهام فأجمعوا على إبدالها بحركة الهمزة قبلها فتبدل ألفا في نحو: "آدم، وآسى، وآتى" وواوا في نحو: "أوتي، وأوذينا، وأوتمن" وياء في نحو: "إيمان، وإيلاف، وإيت بقرآن" بلا خلاف عنهم، والله أعلم2.