جمهور العراقيين, وغيرهم بالإظهار صاحب التيسير1، والشاطبية2، وجمهور المغاربة وفي الجامع للداني الإدغام من طريق الحلواني, والإظهار من طريق أبي نشيط قال في النشر: وكلاهما صحيح عن قالون من الطريقين, والإدغام لورش من طريق الأزرق رواية الجمهور, وقطع به في الشاطبية وغيرها, وبالإظهار له من الطريق المذكور قطع في التجريد, وقطع بالإدغام من طريق الإصبهاني ابن سوار, والأكثرون, وبالإظهار: ابن مهران والداني, وهما صحيحان عن ورش كما في النشر, وأما البزي فروى عنه الإظهار أبو ربيعة والإدغام ابن الحباب وهما صحيحان عنه, كما في النشر وأما ابن ذكوان فروى عنه الإدغام الأخفش والإظهار الصوري وهما صحيحان عنه أيضا, وأما عاصم فالوجهان صحيحان عنه من رواية أبي بكر من طريقته كما في النشر3 وروى عنه الإدغام من رواية حفص عمرو بن الصباح من طريق زرعان, والإظهار من طريق الفيل وهما صحيحان من طريق عمرو, ولم يختلف عن عبيد عنه أنه بالإظهار وبه قرأ الباقون وهم: قنبل وأبو عمرو وحمزة وكذا أبو جعفر وافقهم اليزيدي والحسن.
السادس عشر: النون في الواو من "نْ وَالْقَلَمِ" [القلم الآية: 1] فقرأ قالون وقنبل وأبو عمرو وحمزة وكذا أبو جعفر بالإظهار, وافقهم الأربعة بخلف عن ابن محيصن والأعمش وقرأ هشام والكسائي وكذا يعقوب وخلف بالإدغام, واختلف عن ورش والبزي وابن ذكوان وعاصم فالإدغام لورش من طريق الأزرق في التجريد4 وغيره, والإظهار في العنوان5 وغيره, والوجهان في الشاطبية وغيرها والخلاف عن البزي وابن ذكوان وعاصم كالخلاف في "يّس" سواء إلا أن سبط الخياط قطع لأبي بكر من طريق العليمي بالإدغام هنا, والإظهار في "يّس" ولم يفرق غيره بينهما.
السابع عشر: النون عند الميم من "طسم" أول الشعراء, والقصص, فأدغمه نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم والكسائي, وكذا يعقوب وخلف وافقهم الأربعة بخلف عن الأعمش وأظهره حمزة, وكذا أبو جعفر على أنه لا حاجة إلى ذكره مع المظهر؛ لأن مذهبه السكت على حروف الفواتح كما يأتي إن شاء الله تعالى, ومن لازمه الإظهار تتمة وقع لأبي شامة رحمه الله تعالى النص على إظهار نون "طس تِلْكَ" أول النمل وهو كما في النشر سبق قلم بل النون مخفاة عند التاء وجوبا بلا خلاف, والمشهور إخفاء نون عين عند الصاد للكل من كهيعص, وبعضهم يظهرها، وهو مروي عن حفص؛ لأنها حروف مقطعة ونظيرها نون عين عند السين من فاتحة الشورى, ولم أر من نبه عليه فليراجع, وأما "أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ" [المرسلات الآية: 20] فأجمعوا على إدغامه إلا أنهم اختلفوا في إبقاء صفة الاستعلاء في القاف, فبالإدغام التام أخذ الداني وبإبقاء صفة الاستعلاء أخذ مكي, والأول أصح رواية وأوجه قياسا كما في النشر, قال فيه بل ينبغي أن لا يجوز البتة غيره في قراءة أبي عمرو في وجه الإدغام الكبير؛ لأنه يدغم المتحرك من ذلك إدغاما محضا, فالساكن أولى وأحرى6.