ثُمَّ إِنِّي نَظَرْتُ فِيمَا عِنْدِي مِنَ الْمَرْوِيَّاتِ فَوَجَدْتُ فِيهَا عِدَّةَ تَصَانِيفَ قَدِ الْتَزَمَ مُصَنِّفُوهَا الصِّحَّةَ , فَمِنْهُمْ مَنْ تَقَيَّدَ بِالشَّيْخَيْنِ كَالْحَاكِمِ , وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ يَتَقَيَّدْ كَابْنِ حِبَّانَ , وَالْحَاجَةُ مَاسَّةٌ إِلَى الاسْتِفَادَةِ مِنْهَا , فَجَمَعْتُ أَطْرَافَهَا عَلَى طَرِيقِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمِزِّيِّ وَتَرْتِيبِهِ , إِلا أَنِّي أَسُوقُ أَلْفَاظَ الصِّيَغِ فِي الإِسْنَادِ غَالِبًا لِتَظْهَرَ فَائِدَةُ مَا يُصَرِّحُ بِهِ الْمُدَلِّسُ , ثُمَّ إِنْ كَانَ حَدِيثُ التَّابِعِيِّ كَبِيرًا رَتَّبْتُهُ عَلَى أَسْمَاءِ الرُّوَاةِ عَنْهُ غَالِبًا , وَكَذَا الصَّحَابِيُّ الْمُتَوَسِّطُ , انتهى كلام الحافظ
لكن الحافظ ابن حجر لم يلتزم في كتابه الترتيب الدقيق الذي مشى عليه الحافظ أبو الحجاج المزي في كتابه "تحفة الأشراف" من ترتيب أسماء التابعين الذين رووا عن الصحابة، وأتباع التابعين عن التابعين وهكذا ...
ففي مسند أنس بن مالك رضي الله عنه:
1- نرى أحاديث "إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس" بلغت ثمانية وأربعين حدبثا، ولم يرتب الرواة عنه.
2- ونرى أحاديث "حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس" بلغت مائة وثمانية وأربعين حديثا، ولم يرتب الرواة عنه أيضا.
3- ونرى أحاديث "حميد الطويل عن أنس" بلغت مائة وتسعين حديثاً، ولم ترتب أيضا.
4- ومثله أحاديث "قتادة عن أنس" بلغت مائتين وثلاثين حديثا بغير ترتيب.
وفي مسند بُرَيْدَةَ بن الحُصيْبِ رضي الله عنه: نرى أحاديث "عبد الله بن بريدة بن الحصيب عن أبيه" بلغت مائة وثمانية عشر حديثا،
ولم ترتب حسب الرواة عنه.
ونرى مسند "حذيفة بن اليمان" رضي الله عنه بلغت أحاديثه ماثة واثني عشر حديثا، ولم ترتب حسب الرواة عنه.
وأمثال هذا كثير في هذا الكتاب.
وقد يرتب المصنف الأطراف على الأبواب الفقهية كما فعله في مرويات "عكرمة عن ابن عباس" رضي الله عنهما- وهذا نادر جدا-