في خامس وعشري ربيع الأول توفي عبد العزيز بن إدريس الحوّات الحسني، الأديب المشارك من أكبر رجال حزب الشورى والاستقلال المدافعين عن الوطن بكل قوة. كان مديرا لمدرسة الشعب بحومة القطانين بفاس منذ تأسيسها. توفي بسكتة قلبية، ودفن من غده بزاوية أهل وزان بحومة الشرشور بفاس.
وفي أوائل ربيع الثاني توفي مصطفى بن محمد الصباغ التطواني في حادثة سيارة كان يركبها من تطوان إلى الرباط. توفي في عنفوان شبابه وكان كاتبا مقتدرا مجيدا من المحررين بجريدة العلم يأتي فيها بالمقالات الرنانة المفيدة، نقل إلى بلده تطوان ودفن هناك.
وفي يوم السبت تاسع عشر ربيع الثاني توفي محمد بن محمد مكوار، من أولاد مكوار المعروفين بفاس، الأديب الشاعر المدرس المشارك، له نظم متوسط الجودة مع المشاركة في العلوم، وله ديوان صغير مطبوع هو باكورة عمله. توفي بفاس.
وفي عشية يوم الأربعاء ثالث وعشري جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-دعي الحسن بن إدريس ابن يعيش البخاري، كان حاجبا لأربعة ملوك، المولى عبد الحفيظ والمولى يوسف والمولى محمد الخامس والمولى الحسن الثاني. توفي عن نحو تسعين سنة. تقدمت وفاة والده عام ستة وعشرين وثلاثمائة وألف، الحازم الضابط العارف بمجريات الأحوال. توفي بالرباط، ودفن يوم الخميس من غده بعد الزوال.
وفي عشية يوم الأربعاء عاشر شعبان توفي العلامة الأديب أبو العباس أحمد بن محمد ابن الطاهر الجباري القصري. كانت ولادته عام واحد وعشرين وثلاثمائة وألف، أخذ المبادئ العلمية عن الأستاذ محمد الريسوني، وجوّد القرآن بالقراءات السبع على الفقيه محمد الريفي الغمري، ثم التحق بمدينة فاس عام أربعة وأربعين وثلاثمائة وألف، فأخذ بها على جل علماء ذلك الوقت، وكان أكثر ملازمة للفقيه ابن إبراهيم في دروسه وبقى ثلاثة أعوام ثم رجع إلى مسقط رأسه، فنظّم الجمعية الخيرية، وفي سنة إحدى وستين وثلاثمائة وألف أنشأ المدرسة الأهلية الحرة هناك وواجه المستعمر، فصار كاتبا في نظارة الأحباس، ثم ناظرا للأحباس ومكث فيها إلى أن توفي في التاريخ المذكور. كذا كتب لي أحمد بن علي السوسي أحد علماء القصر الكبير.