وفي أوائل صفر الخير توفي محمد-فتحا-بن عبد الكريم بن الصائغ الصقلي الحسيني في حياة والده، الأستاذ المطلع والكاتب المقتدر، كان أحد الكتّاب المجيدين، والصحافيين البارعين في قضايا الوطنية والوطن، نبغ على صغر سنه وكان الشباب المقتدر المثقف يتلهف لقراءة كتاباته في المجلات والجرائد وخصوصا جريدة الرأي العام التي كانت تصدر عن حزب الشورى والاستقلال. توفي بفاس ودفن بإحدى زواياهم.
وفي أواسط صفر المذكور توفي عبد الحق بن الحاج صالح بن وطّاف الجزائري القسمطيني، الأستاذ المطلع الجامع بين اللغتين، من أول ممن دخل المغرب من بلاده في فجر الحماية واستوطن فاسا وصار مديرا لإحدى المدارس بفاس وهي المدرسة التي أسست بدرب الهكّار قرب عقبة الفيران. وبعد ذلك انتقل إلى عدة وظائف مخزنية، واكتسب بعد خروجه من الوظيف أموالا بسبب التجارة التي تعاطى لها. وله تأليف في التجارة مطبوع. توفي بالرباط ونقل إلى الدار البيضاء ودفن بها كما بلغني.
وفي يوم الخميس حادي وعشري صفر توفي محمد المهدي بن الشيخ الشهير الشهيد محمد ابن الشيخ عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الحسني الكتاني، الفقيه المشارك الخيّر الذاكر، له شهرة بين التابعين للطريقة الكتانية محبوبا عند الجميع، توفي بسلا ودفن هناك له ترجمة في سل النصال.
وفي يوم الجمعة ثاني وعشري صفر توفي محمد الفاضل بن محمد ابن الموقت المراكشي، أصله من مراكش وسكن الدار البيضاء لأجل تعاطي المحاماة بها. توفي في حادثة سيارة كان يركبها قادما من مدينة طنجة إلى الدار البيضاء، ودفن من غده السبت بها، الأستاذ المطلع الخطيب الكاتب المقتدر، من أكبر المدافعين عن وطنه، سجن مرارا وعذّب في سبيل الله، عضو المكتب السياسي لحزب الشورى والاستقلال. تقدمت وفاة أخيه عام تسعة وستين وثلاثمائة وألف، ووفاة والده عام تسعة وعشرين وثلاثمائة وألف.
وفي يوم الاثنين ثامن ربيع الثاني توفي الحاج الصديق الشدّادي الرباطي، العالم الجليل الخطيب المقتدر. مات إثر أزمة أصابته في أثناء طريقة إلى المنزل. توفي ببلده.