حوادث

اجتماع إيكس ليبان

ففي يوم الاثنين ثالث محرم عامه موافق ثاني وعشري غشت سنة 1955 وقع أول اجتماع في مدينة إيكس ليبان بفرنسا بين بعض الوزراء الفرنسيين وبعض الشخصيات المغربية، منهم المخلص لوطنه وعرشه ومنهم غيرهم.

فقد استدعت الحكومة الفرنسية الجميع إلى المحل المذكور فكان من المدعوين من حزب الاستقلال المهدي بن بركة ومحمد اليزيدي والحاج عمر بن عبد الجليل وعبد الرحيم بو عبيد، ومن حزب الشورى والاستقلال عبد القادر ابن جلون وعبد الهادي بو طالب وأحمد ابن سودة ومحمد الشرقاوي. وكذلك استدعوا من علماء القرويين محمد الجواد الصقلي الحسيني وعبد الواحد العراقي الحسيني وغيرهما من الشخصيات البارزة المدافعة عن وطنها، ومن المعتدلين الذين لا ينتمون إلى أي حزب الحاج الفاطمي ابن سليمان وغيره، ومن المتطرفين المتشبثين بالاستعمار الحاج محمد المقري الصدر الأعظم وولده التهامي ومحمد برادة ومحمد الخلطي وعبد الرحمان الحجوي والباشا الحاج التهامي الأكلاوي وعبد الحي بن عبد الكبير الكتاني وغيرهم ممن لا يحصى عدهم، ومنهم بعض الباشوات والقواد لا نطيل بذكرهم، وبقيت الاستشارة معهم مدة من الزمان بين أخذ ورد، وأخيرا وقع التصريح بما ياتي بعد رجوع الوزراء إلى باريس.

1 - انسحاب ابن عرفة عن العرش.

2 - تأسيس مجلس يكون ساهرا على العرش يضم الصدر الأعظم الحاج محمد المقري وباشا مدينة صفرو سابقا محمد بن مبارك البكاري واحد العلماء وقد عين بعد وهو باشا مدينة سلا الحاج محمد الصبيحي.

فيضان بسطات وأسفي

وفي يوم الأحد ثالث ربيع الأول وقع فيضان بمدينتي سطات وأسفي وتسبب ذلك في خسائر في الأنفس والأموال.

وصول جلالة الملك محمد الخامس إلى عاصمة الرباط

وفي يوم الأربعاء ثاني ربيع الثاني عامه موافق سادس عشر نونبر سنة 1955 وصل جلالة الملك محمد الخامس إلى عاصمة الرباط من باريس على متن طائرة مع أنجاله وحشمه وأهل بيته وأتباعه، فتمّ استقباله من طرف شعبه بحفاوة لا مزيد عليها بحيث كان هذا اليوم أعظم يوم خالد في تاريخ المغرب لا يقدر أحد على وصفه ولا لسان على التعبير عن عظمته. وقد قدّر من حضر ذلك المشهد الرهيب بنحو مليونين من الأنفس.

ولما دخل جلالة الملك إلى قصره العامر بعاصمة الرباط وجده فارغا من الأثاث والأمتعة، إذ نهب ذلك ابن عرفة وأتباعه الذين لا يخافون الله وتركوه كأنه لم يكن به شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015