وقد جمع له تاليف في طبوع الآلة جمعه له بعض من ينتمون إليه وطبع باسمه فكانت الحكومة تأمر الباشوات والقواد بالاشتراك فيه بأثمان باهظة لأجل ان يكسب من ذلك مالا كثيرا بهذا الاسم.
وفي يوم الاثنين ثاني عشر رجب على الساعة العاشرة والنصف صباحا ضرب الفدائيون بالدار البيضاء بعدة طلقات القاضي بالمدينة القديمة عبد الله بن محمد بن عبد السلام بن الشيخ المهدي ابن سودة، هذا الرجل خرج من هذه العائلة الكريمة فأدهش رجالها لما قام به من أعمال شيعة.
وقد بلغني أنه كان يتقاضى شهريا كراء أكثر من نصف مليون فرنك دون الغلال السنوية التي لا تحصى، جمع ذلك من أموال الضعفاء والأيتام. وقد ضرب في رأسه وبين كتفيه لكنه سلم بعد عملية جراحية وتوفي بعد ذلك.
وفي يوم الاثنين سادس وعشري رجب توفي أحمد بن الحاج مبارك بن سعيد بن علي بن حماد المصلوت السوسي، الأستاذ الجليل والعلامة المشارك. سكن مدينة تيزنيت مدة، وله ترجمة في كتاب المعسول (جزء 8 ص.39) توفي بالرباط ونقل لبلده ودفن هناك. تقدمت ترجمة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف.
وفي يوم الخميس سادس شعبان عامه توفي بمدينة تارودانت الشيخ محمد سيداتي بن محمد الكنتي الجكني، كان علامة مشاركا مستحضرا مطلعا شاعرا خيرا دينا صالحا، طلب لعدة وظائف وامتنع من قبولها. له تآليف، منها ذيل على كتاب الوسيط في تراجم أدباء سنقيط أبدع فيه.
وفي أول يوم من رمضان عامه توفي محمد بن محمد فرموج المكناسي بمسقط رأسه. كان عالما مشاركا مطلعا له ولوع كبير بشراء الكتب. توفي عن نحو تسعين سنة وتفرقت كتبه بعد موته.
وفي صباح يوم الخميس خامس رمضان توفي محمد بن محمد قصارة الحميري. تقدمت ترجمة بعض أسلافه. كان علامة مشاركا مطلعا يقول الشعر وينتحله وربما قال الجيّد منه.
تقلّب في عدة وظائف وأخيرا عين رئيسا لمجلس الجنايات بالأعتاب الشريفة. بلغني أن له شرحا على معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار لذى الوزارتين ابن الخطيب يقع في عدة أسفار. توفي بالرباط ونقل إلى فاس ودفن بالقباب خارج باب الفتوح من غده بروضة القادريين.