وفي ثاني ربيع الثاني توفي محمد-فتحا-بن عبد الكريم التازي، من أولاد التازي المعروفين بفاس. توفي بمدينة طنجة لكونه كان مندوبا بها. تقدمت وفاة أخيه عام أربعة وخمسني وثلاثمائة وألف. تولى أولا حسبة فاس مدة، ووزارة المالية وأخيرا عين مندوبا بمدينة طنجة. تولى النيابة بطنجة عام 1331 إثر تعين الجبّاص وزيرا واستمر التازي عليها إلى عام 1342 حيث عزل محمد بركاش، ثم أعيد محمد التازي المذكور إلى نيابة طنجة عام 1346 وبقي إلى أن توفي عامه.
وفي أواسط ربيع الثاني توفي محمد ابن عمرو، من أولاد ابن عمرو المعروفين بفاس.
ينتمون إلى الشرف الحسني. المثري الشهير بالدار البيضاء في عنفوان شبابه، له أثر يذكر في الوطنية. توفي بعدما حصل على الثراء في أقرب وقت وقد ساعده الحظ لكنه لم يتمتع بذلك وبنى قصرا كبيرا بالبيضاء توفي فيه.
وفي يوم الخميس ثامن عشر رجب توفي محمد دعي مشيش بن عبد السلام بن محمد العلمي الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف، الرجل المدافع عن وطنه وشعبه، سجن مرارا من أجل ذلك وعذب على كبر سنه وكثرة ماله وجاهه. توفي بمدينة القنيطرة مسقط رأسه.
وفي يوم السبت عشرى رجب سافر محمد بن عبد السلام السائح الرباطي قاضي الرصيف بفاس إلى مدينة مكناس لأجل القضاء بها وبقى بالمقصورة المذكورة نائبا عنه محمد بن محمد ابن إبراهيم المشنزائي بصفة مستقلة.
وفي الساعة السادسة عشية يوم الاثنين سادس عشر قعدة من العام توفي محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمان بن محمد السائح الرباطي دارا، الأندلسي أصلا. المذكور بمدينة مكناسة الزيتون، العلامة المشارك الحافظ الحجة المطلع البحاثة المعتني، من آخر من مثّل العلم تمثيلا حقيقيا.
له تآليف عديدة مفيدة في فنون مختلفة، منها تفسير سورة الإخلاص والمعوذتين والفاتحة في جزء؛ والمفهوم والمنطوق ممّا ظهر من العيوب التي أخبر بها الصادق المصدوق؛ وسوق المهر إلى قافية ابن عمرو؛ والمصباح والاجوح الكاشف عن سدّ ذي القرنين وياجوح وما جرح؛ ونجعة الرائد في ابتناء الحكم والفتوى على المقاصد والعوائد؛ ومنهل الوارد في تفصيل الوارد؛ والغصن المهصور بمدينة المنصور؛ ولسان القسطاط في تاريخ مدينة فاس، إلى غير ذلك من التآليف المفيدة الجامعة لفنون مختلفة. نقل من مكناس بعد موته ودفن ببلده الرباط بضريح مولاي المكي هناك. ترجمة في دعوة الحق، العدد الثاني من محرم 1395 وله ترجمة واسعة في سل النصال مع صورته.