في رابع محرم توفي الشيخ أبو القاسم المدعو بلقاسم بن مسعود الدباغ الحسني، العلامة المشارك العامل بعلمه، المقبل عن ربه، المتصف بالسنة في أفعاله وأقواله والهدي الصالح. حج مرارا وجاور بالمدينة المنورة مدة، وأخيرا رجع إلى المغرب لأمر أوجب له ذلك فتوفي بمراكش.
تقدمت وفاة والده عام أحد عشر وثلاثمائة وألف. له ترجمة في سل النصال.
وفي يوم الأربعاء الحادي عشر من رجب توفي الحسن بن عمر العلوي الحسني، تقدمت وفاة أخيه عام خمسين وثلاثمائة وألف. كان عالما مشاركا مدرسا وجيها معظما محترما مذاكرا، دفن بروضتهم بالقباب.
وفي خامس عشر رمضان توفي محمد بن أحمد الكانوني العبدي. كانت ولادته عام اثني عشر وثلاثمائة وألف. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا معتنيا كاتبا مقتدرا، له عدة تآليف، كلها أو جلها ترجع إلى تاريخ المغرب، منها أسفي وما إليه وقد طبع؛ وجواهر الكمال في تراجم الرجال، يعني رجال أسفي، وقد طبع الجزء الأول منه؛ وشهيرات النساء المغربيات؛ والبدر اللائح والمسك الفائح من مآثر آل أبي محمد صالح؛ واليواقيت الوهاجة في مآثر رجال رجراجة؛ وصعود مراقي الإسعاد إلى سماء الرواية والإسناد، فهرست؛ والرياضة في الإسلام طبع؛ والطب العربي بالمغرب الأقصى، إلى غير ذلك من التآليف الممتعة المفيدة، ولو بسط له في الأجل لخدم تاريخ المغرب جيدا والأمر له.
توفي رحمه الله بالبيضاء، وفي آخر عمره اتصلت به وجاء إلى فاس واستفدت منه واستفاد. انظر كتابنا سل النصال فإن له فيه ترجمة واسعة.
وفي سابع وعشري شوال توفي علي بن اليزيد بن أحمد بن اليزيد الحسني التلمساني، الفقيه العلامة المشارك المطلع الخير الذاكر إمام مسجد المولى إدريس بن إدريس بالنيابة مدة.
دفن خارج باب الفتوح بفدان الغرباء قرب الشيخ ابن حرزهم. له ترجمة في سل النصال.