وفي آخر هذا العام توفي محمد بن يوسف بن التاودي بن الشيخ المهدي بن الطالب ابن سودة. تقدمت وفاة جده الشيخ التاودي عام تسعة عشر وثلاثمائة وألف، الشيخ الصوفي المذاكر الخير، أخذ الطريقة الصوفية عن الشيخ عبد الرحمان الدرقاوي وإليه انتسب، واستوطن في آخر عمره قبيلة بني ملال، وبها توفي رحمه الله. له ترجمة في سل النصال.
وفي أوائل رجب عامه ذهب الأستاذ محمد بن الحسن الوزاني إلى عاصمة باريز لأجل متابعة العمل حول المطالب المستعجلة التي كانت قدمتها كتلة العمل الوطني إلى الحكومة.
وفي يوم الاثنين ثالث رجب على الساعة الرابعة مساء قرئ ظهير تولية محمد بن عبد السلام السايح الرباطي قضاء مقصورة الرصيف بدلا عن محمد بن إدريس البدراوي المار الوفاة عام أربعة وخمسين وثلاثمائة وألف.
وفي آخر هذه السنة تم استيلاء الدولة الحامية على جميع أراضي المغرب لأنها منذ دخلت المغرب عام أربعة وعشرين وثلاثمائة وألف ورجال المغرب وخصوصا نواحي الأطلس يقاومونها مقاومة مسلحة فعالة، وفي كل سنة تستولي على طرف إلى أن استولت على جميع البلاد، وآخر من قاومها ودافع عن وطنه محمد بن حمّ الزياني في قبيلة زيان إلى أن قبض عليه في التاريخ المذكور وتوفي بعد ذلك. ولم أتحقق بتاريخ وفاته رحمه الله رحمة واسعة، وحقّه أن يترجم ويشاد به.
وفي أواسط هذه السنة وقع خلاف بين الوطنيين فانقسموا إلى حزبين حزب يرأسه الزعيم الأستاذ علال بن عبد الواحد الفاسي الفهري سمى نفسه الحزب الوطني، والثاني يرأسه الزعيم الأستاذ محمد بن الحسن الوزاني الحسني وسمّى نفسه الحركة القومية، وصارت بين ذلك خلافات وانتقادات كل واحد يدافع عن مبادئ حزبه وكثر القول وقل العمل والأمر لله.