وفي يوم السبت ثالث قعدة بعد صلاة العصر توفي عبد الصمد بن الشيخ التهامي كنون.
تقدمت وفاة والده عام أحد وثلاثين وثلاثمائة وألف، العلامة المشارك المطلع المؤلف الشهير، له عدة تآليف في فنون مختلفة، منها: شرحه على العمل الفاسي، إلى غير ذلك من التآليف.
توفي بمدينة طنجة لأنه هاجر إليها بعد وفاة والده، ودفن بزاوية أبي الشتاء الخمار بطنجة. له ترجمة في سل النصال مع صورته.
وفي يوم الأربعاء خامس حجة توفي أحمد بن الجيلالي الأمغاري الفيلالي خاتمة المحققين، وإمام المدققين، الشيخ المشارك المدرس، آخر من فهم العلم على حقيقته ودرّسه، الخير الصوفي، ولي رياسة المجلس العلمي بفاس في آخر عمره، وبقي إلى أن توفي، ودفن بزاوية أهل وزان بالشرشور. له ترجمة واسعة في كتابنا سل النصال.
وفيه توفي محمد بن محمد-ضمّا-الجباص الزرهوني أصلا الفاسي دارا، أحد رجال بعثة المولى الحسن إلى أوربا، الأستاذ الفقيه النبيه المتيقظ، خاض في الشؤون المخزنية فكان فيها مثال اليقظة والحذر، وتولى وزارة الحربية مدة زمان المولى عبد العزيز، والصدارة مدة ثم أعفي، فحل محلّه محمد المقري، وهو الذي عين لتحقيق الحدود بين الإيالة المغربية وفرنسا من جهة الجزائر، وأخيرا رحل إلى الحج فتوفي هناك ودفن برابغ بعد أداء فريضة الحج.
وفيه توفي إبراهيم بن صالح العروسي السوسي، العلامة المشارك، له رحلة إلى الحج سماها المرآة المجلوة في الرحلة إلى الصفا والمروة، رحل إلى الحج عام خمسة وثلاثمائة وألف. توفي بسوس.
وفي ثالث عشر حجة صدر ظهير شريف أحدث بمقتضاه قسم جنائي عرفي في الأعتاب الشريفة ينظر في الأحكام العرفية الصادرة عن الجماعة البربرية وقد تأثر لذلك الشعب المغربي بأجمعه ولكن لا مناص.
وفي هذه السنة أمر مولانا السلطان سيدي محمد بن يوسف بمنع الطوائف المنسوبة إلى الشيخ محمد-فتحا-بن عيسى دفين مكناس والمنسوبة إلى الشيخ علي ابن حمدوش دفين