وفي أواخر حجة توفي علي بن أحمد الإلغي السوسي الدرقاوي طريقة، الولي الصالح الناصح المرشد المربي المتبتل. أخذ عنه عدة فحول وتخرج على يده عدة من الأخيار، له تآليف، منها المبدئ المعيد، في ترجمة شيخنا سيدي سعيد المار الوفاة عام ثلاثمائة وألف؛ وله رحلة نظما إلى غيره ذلك. ألفت في مناقبه عدة تآليف، منها إتحاف الخل الوفي بما ينبغي في ترجمة الشيخ الحاج علي الإلغي، لتلميذه الخاص محمد بن علي التادلي نزيل الجديدة الآتي الوفاة عام اثنين وسبعين وثلاثمائة وألف؛ وألّف في ترجمته أيضا ولده الشيخ محمد المختار السوسي الآتي الوفاة عام ثلاثة وثمانين وثلاثمائة وألف تأليفا سماه الترياق المداوي في ترجمة سيدي الحاج علي الدرقاوي، وقد طبع في مجلد، إلى غير ذلك من التآليف فلا نظيل بها. انظر ذلك في تاليف ولده المذكور. توفي ببلده إلغ من سوس.
وفي متم ذي الحجة توفي عبد السلام كسيكس، من أولاد كسيكس المعروفين، كان عالما مشاركا مدرسا يحفظ السبع ويتقن التجويد. توفي شابا وأخذ عنه عدد من العلماء.
وفيه توفي أحمد بن عبد المومن العلمي العرايشي، الأديب الشاعر الفحل المطلع مصحح الكتب المطبوعة على الحجر بفاس ومقّرظها، توفي بفاس. كذا بخط شيخنا عبد الحفيظ الفاسي الفهري.
وفيه توفي أحمد بن عبد الرحمن الكشنيكي السوسي، من أهل الفضل والدين والصلاح، توفي عن نحو ثمانين سنة بسوس.
وفيه توفي محمد بن عبد الكبير اللاّنجري الدمناتي الذي كان وزيرا عالما مشاركا مدرسا مفتيا نوازليا، له تآليف منها: طوالع الحسن واتباع السنن بظهور رؤية سيدنا وأميرنا مولانا الحسن، في تاريخ الدولة الحسنية في مجلد، وله مطالع السعادة في فلك سياسة الرياسة؛ أو سياسة العقول وسياسة النقول، أو السياسة بمجرد العقول وسياسة مؤيدى النقول، إلى غير ذلك من التآليف والتقاييد. توفي بفاس ودفن بالقباب خارج باب الفتوح.