في أوائل محرم توفي محمد بن عبد الله ابن يخلف. كان خيرا دينا صالحا.
وفي فجر يوم الخميس تاسع وعشري رجب توفي الشيخ عمر بن عبد الله بن عمر بن يوسف ابن العربي بن الشيخ أبي المحاسن الفاسي الفهري، الإمام المشارك الحجة خاتمة المحققين بالديار المغربية المؤلف الشهير. له شرح على التحفة للشيخ ابن عاصم في مجلدين؛ وحاشية على المغنى؛ وحاشية على كبرى الإمام السنوسي سماها طوالع البشرى، إلى غير ذلك من التآليف.
حكي عنه أنه كان يقول: ته يا فاس بعمر. دفن بزاوية جده أبي المحاسن بدرب السفلي حومة المخفية، وتوفي بداره الكبرى التي كانت بحومة الشيخ العواد وصلي عليه العصر بجامع القرويين.
وفي شعبان عام توفي محمد غيلان التطواني، الفقيه الصالح، الولي لناصح، الناسك الخاشع. ترجمه الشيخ ابن عجيبة في طبقاته وأثنى عليه وذكره من أشياخه.
وفي ضحوة يوم الأربعاء سابع عشر رمضان توفي أبو جيدة بن أحمد ابن الشيخ محمد -فتحا-بن الشيخ عبد القادر الفاسي الفهري، علامة مشارك مطالع دفن بزاوية جده بالقلقليين.
وفيه توفي عبد القادر بن العربي بن عبد العزيز بوخريص الفيلالي الكاملي قاضي فاس مدة من ثلاثين سنة. كان علامة مشاركا مدرسا مطلعا له شرح على الثلث الثاني من مشارق الأنوار للإمام الغساني في مجلد وفقت عليه. ولد عام ثمانية عشر ومائة وألف، ودفن قبالة سقاية الشيخ أبي غالب بحومة صريوة. والآن لا يعرف قبره، وهذه الروضة التي دفن فيها كانت تعرف بروضة السيد عمر بن الشريف. قال في حقه في نزهة الأبصار: "كان له في التدريس الباع الطويل والعبارة الجامعة، وكان مجلس درسه يحصل فيه النفع للمتعلمين عالما عاملا متواضعا يخشى الله ويتقيه".
في عاشر رمضان توفي المهدي بن محمد مرين الأندلسي الرباطي. علامة مشارك مفت مطلع، تولى القضاء بالرباط مدة وبه توفي.