في تاسع وعشر صفر توفي محمد الغازي بن العربي ابن عبود المكناسي. كان علامة مشاركا.
وفي أوائل جمادى الأولى توفي عبد القادر بن محمد بن عبد المالك العلوي البوعامى المحمدي الحسني السجلماسي. كان علامة مشاركا مطلعا حافظا. له شرح على همزية الإمام البوصيري في سفرين ضخمين؛ وشرح على تحفة ابن عاصم. توفي عن قضاء مكناس.
وفي عشية يوم الخميس خامس وعشرى شعبان توفي محمد بن الطيب بن الشيخ عبد السلام القادري الحسني. كان علامة نسابة مؤرخا مشاركا مطلعا كاتبا مقتدرا. ولد عام أربعة وعشرين ومائة وألف. ولى خطابة جامع الأندلس مدة. له تآليف مفيدة، منها نشر المثاني لأهل القرن الحادي عشر والثاني، وهو كبير وصغير، والمطبوع على الحجر هو الصغير؛ واختصاره الذي سماه التقاط الدرر ومستفاد المواعظ والعبر من أخبار أعيان المائة الحادية والثانية عشر المذيل عليه بهذه الوفيات؛ وله الزهر الباسم في ترجمة الشيخ قاسم الخصاصي المتوفي عام تسعة وثمانين وألف، مجلد؛ والمورد المعين في شرح المرشد المعين في جزئين؛ والإكليل والتاج في تذييل كفاية المحتاج؛ والكوكب الضاوى في إكمال معتمد الراوي، إلى غير ذلك من التآليف، ودفن بروضتهم بالقباب.
وفي أوائل حجة الحرام توفيت المرأة آمنة المدعوة يامنة بنت الطيب بن محمد الشركي المعروفة بالعميلة، أخت العلامة اللغوي محمد بن الطيب الشركي محشي القاموس المتوفي بالمدينة المنورة عام سبعين ومائة وألف. كانت خيرة ديّنة صالحة متبتلة. دفنت بالقباب قرب ضريح سيدي العايدي خارج باب الفتوح.
وفيه توفي أحمد بن عبد الله بن محمد عرف بابن الونان التواتي الحميري النسب الشاعر المتفنن المقتدر، صاحب النظم الشهير بالشمقمقية. ووجدت بخط بعضهم هكذا: أحمد بن محمد ونّان بن عبد الله الملوكي التواتي. فعلى هذا يكون ونّان لقب أبيه، وبعد وفاته اشتهر بابن الونّان.