في ثاني عشر صفر توفي عبد السلام بن محمد ابن حمّ، من أولاد ابن حمّ المعروفين بفاس. العلامة المشارك المطلع النوازلي، تولى القضاء ببلده وزّان مدة طويلة، ثم انتقل لمراكش أواخر عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان، فلما تولى ولده السلطان المولى الحسن أخره عن القضاء، ثم انتقل لفاس واستوطنها، وكان من شهودها ودرّس بها الفرائض والتحفة إلى أن خرج إلى الحج في شوال عام ثمانية وتسعين ومائتين وألف صحبة الشيخ عبد الجبار الوزّاني اليملحي، فتوفي بمكة المكرمة بعد أداء فريضة الحج.
وفي صفر توفي المولى إدريس بن السلطان المولى الحسن العلوي في حياة والده، وكان من أعز أولاده.
وفي ليلة الجمعة تاسع ربيع الأول توفي إدريس بن محمد بن الطاهر الحبابي. تقدمت وفاة والده عام سبعة وستين ومائتين وألف، وأخيه في العام قبل هذا. كان عارفا بالحساب والتوقيت والتعديل والهيئة على سنن أبيه، تولى التوقيت بمنار جامع القرويين من وفاة أبيه إلى أن توفي. دفن قرب والده بروضتهم بالقباب.
وفي جمادى الأولى توفي أحمد بن الكبير المراكشي الذي كان مع وزير الشكايات ودفن بروضة باب أغمات.
وفي ليلة السبت خامس جمادى الثانية توفي محمد-فتحا-بن الحسين العلوي الحسني، عظيم الشأن، له شهرة كبيرة بمراكش، ظهرت على يده تصرفات، كان بقصبة النحاس، ودفن بضريح أبي العباس السبتي.
وفي يوم السبت سابع وعشري رمضان قبل المغرب توفي محمد-فتحا-بن عبد الرحمان العلوي المدغري الحسني، العلامة الحافظ الحجة المشارك المطلع المتأنّي في الأحكام، الشيخ الوقور. تولى قضاء الجماعة بفاس ونواحيها يوم الأربعاء سابع صفر عام أربعة وسبعين ومائتين وألف وبقى عليها إلى وفاته، لم تظهر عليه ريبة في أحكامه. وكان يحضر دروسه في الفقه جلّ نجباء الوقت، وكان كثيرا ما يؤخّر الأحكام بين الناس، فسئل عن ذلك فقال: قد نص الشيخ ابن رحال على أنه ينبغي للقاضي أن لا يعجل القضاء بالحكم بين الناس عسى أن