وفي سادس صفر توفي علي بن محمد الحاحي التناني الصويري، العالم العلامة المشارك الإمام، والخطيب بالمسجد الأعظم من مدينة الصويرة، والقيّم على خزانة كتبه. كان مولعا بنسخ الكتب وجمعها والكتابة عليها. توفي بزاوية في سوس ذهب إليها زائرا. له ترجمة في كتاب إيقاظ السريرة.
في منتصف ليلة الرابع عشر من ربيع الثاني توفي محمد المدني بن علي ابن جلون، تقدمت وفاة والده عام اثنين وتسعين ومائتين وألف، وكانت ولادته عام أربعة وستين ومائتين وألف.
كان علامة مشاركا مطلعا مدرسا محصلا. أخذ عنه عدة أفراد من العلماء مع صغر سنه، له تآليف، منها الطرفة العتيقة المهداة لخير الخليقة؛ ونزهة ذوي العقل السليم في بعض علوم بسم الله الرّحمن الرحيم، وحديقة الأزهار المهداة لسيد الابرار في التحذير من تعاطي علم الكمياء والكنوز والنار؛ واللئالي اليتيمة فيما يتعلق بالفانية العظيمة، ومجموعة إحازات أشياخه، إلى غير ذلك من التآليف، دفن بروضة أولاد ابن جلون بالقباب خارج باب الفتوح.
وفي ليلة الأحد رابع جمادى الثانية في الساعة الثانية عشرة توفي عبد القادر بن محمد بن قدور الدكالي، الفقيه العلامة البركة الأفضل المدرس الزاهد، ودفن بضريح الشيخ الجدولي قبالة الفقيه بينهما مبنى الخطبة (كذا).
وفي فجر يوم الأربعاء عاشر قعدة توفي محمد بن عبد الله بن عبد الكريم الصفار التطواني الأندلسي. كان علامة مشاركا مطلعا، له اليد الطولى في الإنشاء والترسل. تولّى الوزارة الكبرى عام سبعين ومائتين وألف، ثم وزارة الشكايات أكثر من ثلاثين سنة إلى أن توفي عليها. توفي في دار ولد زيدوح ببلاد تادلا ونقل في محفة إلى مراكش ودفن داخل قبة سيدي يوسف ابن علي خارج باب أغمات. يوم الجمعة الثاني عشر منه. له تآليف، منها تأليف في قبلة مساجد المغرب وقفت عليه، وغير ذلك (?).