وفي ربيع الأول توفي عبد القادر بن أبي قاسم بن إدريس بن إدريس العراقي الحسيني.
كان علامة مشاركا محدثا مدرسا. توفي بمدينة الإسكندرية حاجا، وكان ممن يحضر قراءة الصحيح بحضرة السلطان. له حاشية على شرح المكودي على الألفية، وحاشية على شرح التاودي على التحفة، وغير ذلك. تقدمت وفاة جده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف.
وفي رابع وعشري شوال توفي محمد بن عبد الله الخطيب، من أولاد الخطيب المعروفين بمدينة تطوان، وأصلهم من الأندلس. كان في أول أمره يتعاطى التجارة ثم أسند إليه السلطان المولى عبد الرحمان وظيفة في النيابة عنه في مباشرة الشؤون الخارجية مع سفراء الدول الأجانب وقناصلها بطنجة، واستمر في هذا الوظيف نحو العشرين سنة، ثم طلب الإعفاء فأ عفي، وأقبل على عبادة ربه حتى توفي ببلده تطوان.
وفي فجر يوم السبت ثامن وعشري حجة توفي المهدي بن الجيلالي بن المهدي بن عبد المجيد ابن الجيلالي بن أبي القاسم بن أحمد بن الشيخ يوسف الفاسي الفهري. كان مجذوبا يطوف في الأسواق، له كرامات. حضر جنازته السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان، ودفن بزاوية جده أبي المحاسن الكائنة بالدرب السفلي من حومة المخفية رحمه الله.
وفيه توفي إدريس بن المكي البخاري، رئيس الجيوش بالمغرب في وقته، الشجاع المغوار الضابط المحنك.
وفيه توفي محمد بن إبراهيم السوسي، من ذرية علي بن سعيد المرابط. كان رجلا صالحا يذاكر الطلبة ويباشر النوازل ويفصل بين الخصوم، يحب الخير وأهله، متواضعا. ذكره في كتاب نزهة الأبصار.
وفيه توفي العربي بن الصديق بن عبد المالك بن عبد السلام بن السلطان محمد بن عبد الله العلوي، الفقيه المشارك المحدث، وجهه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان لقضاء بعض الأغراض بنواحي مراكش فتوفي بها ودفن بضريح الإمام السهيلي.