وفي يوم الأحد حادي وعشري ربيع الأول توفي محمد بن محمد المقري عرف بالزمخشري لإتقانه علوم المعقول. كان شيخا جليلا مدرسا له اليد الطولى في علوم الآلة، ودفن بروضة أولاد ابن المليح بالقباب توفي بالطاعون.
وفي يوم الثلاثاء متم ربيع الأول توفي عمر بن الطالب بن محمد-فتحا-ابن سودة. كانت ولادته عام ثمانية عشر ومائتين وألف، وتقدمت وفاة والده عام ثلاثة وأربعين ومائتين وألف.
كان علامة مشاركا حافظا لافظا مدرسا مشاركا كثير الجولان في الأرض، حج مرتين وأخذ عنه تلامذة أجلاء. له حاشية على شرح الخرشي الصغير على المختصر، وله غير ذلك.
ذكر عنه أنه لما حضرته الوفاة صاروا يذكرون الهيللة بين يديه فأنشدهم أبياتا في الموضوع أصبحت شهيرة بين الناس. دفن برأس القليعة باب الفتوح.
وفي رمضان توفي عمر بن يحيى بن الهادي الشفشاوني الحسني، تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف، وأخيه في العام قبل هذا. كان خيرا دينا صالحا لم يتزوج قط، وكان لباسه الخشن من الثياب، يصوم غالب الأيام معتكفا على مطالعة كتب التفسير والحديث، وغالب قوته خبز الشعير. دفن مع أخيه قرب ضريح الشيخ علي حماموش بالقباب خارج باب الفتوح.
وفي صبيحة يوم الجمعة الخامس والعشرين من شوال توفي محمد بن العربي الدّلائي الشهير بالرباطي. كان شيخا صوفيا مطلعا، له تأليف في ترجمة شيخه محمد الحراق الحسني المتوفي عام أحد وستين ومائتين وألف في مجلدين سماه النور اللامع البراق في ترجمة محمد الحراق. توفي بالدار البيضاء ودفن بزاوية هناك صارت تنسب إليه.
وفيه توفي محمد-فتحا-بن محمد بن محمد بن علال ابن سودة، تقدمت وفاة والده في العام قبل هذا. كان عالما مدرسا مشاركا، ودفن برأس القليعة داخل باب الفتوح. بقى ذكره على صاحب السلوة.
وفيه توفي عبد الواحد بن الحاج البدوي بناني. كان خيرا دينا يتذوق حقيقة التصوف، ودفن بزاوية بواد الصوافين.
وفيه توفي أحمد بن محمد ابن الغازي الرباطي، العلامة المحدث الخطيب المدرس إمام الجامع الأعظم بالرباط. توفي في إحدى الجمادين عامه ببلده الرباط.