وفي زوال يوم الأحد حادي عشر جمادى الثانية توفي محمد العربي بن أحمد ابن منصور السلاوي. كان علامة فقيها مشاركا مطلعا ورعا زاهدا، تولى القصاء بمدينة سلا مدة، وبقي عليها إلي أن توفي ببلده.
وفي ضحوة يوم الأربعاء السابع عشر من جمادى الثانية توفي أبو بكر بن محمد بن عبد الله بناني الرباطي، والد الشيخ فتح الله بناني الآتي الوفاة عام ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وألف، الشيخ الجليل والعالم العلامة الكبير مؤسس الطريقة البنّانية بالرباط، له تآليف عديدة في علم التصوف والإشارة لا نطيل بذكرها، انظر الأصل. دفن بزاويته بالرباط وهي شهيرة به.
ألف في ترجمته ولده المذكور تأليفا.
وفي خامس وعشرى رجب توفي محمد بن الحاج محمد ابن ملّوك التلمساني كان مدرسا مشاركا خطيبا، ودفن بروضة العبد لاويين بالقباب.
وفي رمضان توفي أبو بكر بن يحيى الشفشاوني الحسني. تقدمت وفاة والده عام ثمانية وعشرين ومائتين وألف. كان فاضلا عابدا ناسكا، دفن بالقباب قرب ضريح الشيخ علي حماموش الحاجي.
وفيه توفي محمد بن دم (كذا) نزيل مدينة أزمور الفقيه العلامة الأديب المشارك الشاعر المقتدر، توفي بالمدينة المنورة حاجا.
وفي يوم السبت خامس قعدة توفي عبد الله بن القائد عبد المالك ولد بيهي الحاحي الصويري. تقدمت وفاة والده عام خمسة وسبعين ومائتين وألف. كان أستاذا مجودا من حملة كتاب الله، شجاعا مقداما تعلوه جلالة عظيمة وهيبة. تولى عمالة حاحا بعد وفاة والده، وكانت له أملاك كثيرة بمدينة الصويرة، منها درب يعرف به، وبمراكش له عدة دروب تعرف به بحومة المواسين، وكذلك ببلده حاحة وأكادير والسوس الأقصى. ذهب إلى الحج فاشترى أملاكا للحرمين الشريفين وحبّسها هناك وأجرى مياها هناك وبقى في رحلته نحوا من ثلاثة أعوام.
انظر ترجمته في كتاب إيقاظ السريرة (ص 90 - 91).