في يوم الأحد ثامن عشر ربيع الثاني توفي الطيب بن عبد الله الشريف الوزاني اليملاحي الحسني، الشيخ الشهير، والمربي الكبير، شيخ الطريقة الوزانية في وقته، له جاه كبير وذكر، وتحكى عنه كرامات، وخوارق عادات، له ترجمة واسعة. وكانت ولادته عام أحد وخمسين ومائة وألف.
وفي ليلة الثلاثاء سابع رجب توفي محمد-فتحا-بن الطاهر بن عبد السلام القادري الحسني. ولد عام أربعة عشر ومائة وألف. كان علامة مشاركا مطلعا.
وفي يوم الجمعة الحادي عشر من شعبان بعد صلاة العشاء توفي محمد المدعو بومدين بن أحمد بن الشيخ محمد-فتحا-الفاسي الفهري. علامة مشارك خطيب مصقع له المحكم في الأمثال والحكم؛ وله تحفة الأريب؛ وشرح النصيحة الكافية؛ وشرح سيرة ابن فارس؛ وشرح على الرسالة، وغير ذلك من التآليف، وله شعر متوسط الجودة ودفن بزاوية جده بالقلقليين.
وفيه توفي عمر بن عبد الوهاب العلمي الحسني. كان خيرا دينا متمسكا بالسنة وأقوالها.
وفيه توفي محمد بن عبد القادر بن الطيب القادري الحسني. تقدمت ترجمة والده عام تسعة وسبعين ومائة وألف. كان علامة أديبا شاعرا مجيدا ودفن بروضتهم بالقباب.
وفيه قدم الحاج عبد الكريم تميم التطواني من سفارته بالدولة العثمانية مصحوبا بهدايا ثمينة، ومعه عدد من المعلمين المهرة لصنع إفراغ المدافع والمهارس، فتركوا بعض آثار من ذلك بالمغرب.
وفيه كانت دعوة كلّخ شلّخ، واسمه عمر، فقبض عليه وقتل وسكنت تلك الفنتة، وهو من أولاد الشيخ سيدي رحال الولي الشهير.
وفيه وقعت هدنة مع دولة السويد ترجع إلى الصلح والأمن بين الجانبين.