وفي يوم الاثنين ثالث عشر رجب وقع احتلال مدينة تطوان من قبل الدولة الاسبانية لأسباب تافهة، ثم خرجت منها على شروط وأموال أداها المخزن. انظر ذلك مفصلا في كتاب الأخ الشيخ محمد داود تاريخ تطوان. ووجدت في الروض الطيب العرف ما نصه:
"وفي الساعة العاشرة من يوم الاثنين ثالث عشر رجب عام ستة وسبعين ومائتين وألف أخذ عدو الله الكافر الصبنيول مدينة تطوان ووقع الصلح بينه وبين سلطان الوقت سيدي محمد على عشرين مليون من الريال يقبضها منجمة على السنين على أن يخرج منها، ورفعت قضية الصلح إلى علماء الوقت وهم الشيخ أحمد المرنيسي والشيخ عبد السلام بوغالب والشيخ المهدي ابن سودة والشيخ عمر ابن سودة والشيخ محمد المكناسي والشيخ محمد التازي والشيخ أحمد العراقي والشيخ محمد الفيلالي المدعو حمارة وقاضي مراكش محمد بن عبد الواحد الدويري وتفرقوا في الجواب شذر مذر"انتهى.
وفي رجب خشي أهل مدينة الصويرة حين سمعوا بأن الدولة الاسبانية أخذت مدينة تطوان وتريد أخذ مدينتهم أيضا، فخرجوا منها بأنفسهم وحريمهم وأموالهم فارين لجيرانهم قبيلة حاحة والشياظمة، وبقي الثغر المذكور خاليا مدة نحو سبعة أشهر. انتهى من الروض الطيب العرف.
وفيه قام المولى عبد الرحمان بن سليمان بن محمد بن عبد الله بن المولى إسماعيل على السلطان سيدي محمد المذكور إثر وفاة والده كما تقدم في هذه السنة يطلب ملك أبيه، وكان قيامه بسجلماسة لكنه لم يتم له أمر.
وفيه وجه السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان الأديب الكاتب إدريس ابن الوزير محمد ابن إدريس الآتي الترجمة عام ستة وتسعين ومائتين وألف سفيرا إلى بلاد فرنسا لأجل المفاوضة مع الدولة المذكورة، وألّف في ذلك رحلة سماها تحفة الملك العزيز بمملكة باريز، وقد وقع طبعها زمن المولى عبد الحفيظ.
وفي هذه السنة حبس المطر عن فاس في شهر مارس وذلك من أواسط شعبان واشتد الحال على الزرع فنودى بصلاة الاستسقاء، فصليت في اليوم السابع من رمضان يوم الاثنين، صلاها الشيخ أحمد المرنيسي فنزل مطر قليل ولم يطل، ثم أعيدت الصلاة صبيحة يوم الثلاثاء صلاها الفقيه سيدي عبد المالك فنزل مطر غزير صبيحة يوم الأربعاء الموالي. انتهى من مبيضة الروض الطيب العرف.