في يوم الاثنين تاسع وعشري محرم توفي السلطان الجليل المولى عبد الرحمان بن هشام بن سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل العلوي الحسني بمكناسة الزيتون. كانت ولادته عام اثنين ومائتين وألف، وقد أشرنا إلى بعض حوادثه في هذه السنين من زمن توليته عام ثمانية وثلاثين ومائتين وألف على وجه الاختصار. كان شهما شجاعا مطلعا محافظا على ذخائر بين المال لا يدفعها في غير مستحقّها مع التحرّي والتثبت، محبا للعلم والعلماء، حصلت له حوادث مؤلمة في أيام سلطنته فتقبلها بصدر رحب وشجاعة وتأن وإقدام، فخرج من الكل ظافرا منتصرا. دفن بين العشاءين أول ليلة من صفر بضريح جده المولى إسماعيل بمكناس، وكان ولده السلطان سيدي محمد بمراكش فنهض منها عند سماعه بمرض والده إلى مكناسة، وما وصل إليها حتى وقعت له البيعة من جميع أهل المغرب عدا بعض أهل فاس.
وفي ليلة الأحد ثاني عشر ربيع الثاني توفي أحمد بن محمد ابن زاكور كان عالما مشاركا واعظا فصيحا.
وفي خامس عشر رجب توفي إدريس بن الشيخ محمد بن مسعود الطّرنباطي الأموي.
تقدمت وفاة والده عام أربعة عشر ومائتين وألف. كان علامة مشاركا مطلعا. دفن بالقباب خارج باب الفتوح بأعلى مطرح الجنة.
وفي رجب توفي إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمان السوسي، الفقيه القاضي الهمام رافع راية العلم لجميع علماء سوس، بنيت عليه قبة بعد وفاته ببلده.
وفي سادس وعشري شعبان توفي عبد الله عرف بالحاج بن محمد بن عبد الصادق (?) الإسلامي. أصله من يهود الصويرة أسلم وحسن إسلامه وحفظ القرآن وثبت على إسلامه.
توفي بالصويرة، ذكره صاحب كتاب إيقاظ السريرة.
وفي ليلة الجمعة العاشر من رمضان توفي محمد دعي الحفيان الشرقاوي الرباطي، إليه انتهت رياسة علم التجويد والقراءات في وقته بالرباط، توفي ببلده ودفن بالزاوية المعطوية.