في عشية يوم الاثنين سابع ربيع الثاني توفي حمدون بن عبد الرحمان بن محمد بن العربي بن محمد بن علي بن محمد ابن الحاج السلمي المرداسي. ولد عام أربعة وسبعين ومائة وألف. الشيخ الشهير رئيس المنطوق والمفهوم، المفسر المحدث الأديب الشاعر المطلع، ولي حسبة فاس مدة، ثم قيادة قبائل الغرب، ثم عزل نفسه واشتغل بالتدريس والتأليف. له حاشية على مختصر السعد، وتفسير سورة من القرآن، ومنظومة ميمية في السيرة على نهج البردة في نحو أربعة الآلاف بيت، وشرحها في خمسة أسفار لم يكمل وأكمله ولده أبو عبد الله محمد الآتي الوفاة، وأرجوزة في المنطق؛ وأرجوزة في علم الكلام؛ ومقصورة في علم العروض؛ وشرحها؛ وتحفة المسك الداري لقارئ صحيح البخاري، نظم فيه مقدمة ابن حجر؛ ونظم الحكم؛ وديوان شعر في مجلدين؛ وديوان في الأمداح التي صدرت منه في السلطان المولى سليمان سماه النفحات المسكية في الأمداح السليمانية، في مجلد؛ ومنها تأليف في رجال الحديث؛ ومنها مقامات في الأدب حادى بها مقامات الحريري؛ وحاشية على السعد؛ وتاليف سماه بالديوان الصغير والكبير جمع فيه الأشعار"وما وقع للمولى سليمان حضرا وسفرا؛ وقصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم مرتبة على الحروف، إلى غير ذلك من التآليف والأنظام.
وقد أفرد ترجمته ولده محمد الطالب بتأليف سماه رياض الورد إلى ما انتهى إليه هذا الجوهر الفرد، في مجلد. دفن بروضة العلماء بالقباب.
وفي يوم الأحد منتصف رجب توفي بلقاسم بن عبد القادر الفاسي الفهري العالم المشارك البركة.
وفي يوم الأربعاء ثاني وعشري شعبان توفي محمد بن محمد ابن منصور الشفشاوني أصلا الفاسي دارا. ولد في حجة عام تسعة وسبعين ومائة وألف. كان فقيها مشاركا مطلعا محققا، له حاشية على التصريح؛ وحاشية على مختصر السعد؛ وحاشية على شرح بناني وقدّورة على السلم؛ وحاشية على الخرشي لم تكمل؛ وحاشية على الإحياء للإمام الغزالي. ودفن بروضة العلماء بالقباب. وهو من أشياخ المولى سليمان.
وفيه توفي محمد بن أحمد بن محمد الصقلي الحسيني، تقدمت وفاة والده عام سبعة وسبعين ومائة وألف. كان علامة محدثا مشاركا، له وجاهة عند الناس. ولد عام ستة وستين ومائة وألف ودفن مع والده بزاويتهم بالسّبع لويات. وإلى وفاته ووفاة الشيخ حمدون ابن