في يوم السبت ثامن جمادى الأولى توفي العربي بن عبد السليماني الحسني، العلامة المشارك المدرس.
وفي ضحوة يوم الجمعة رابع عشر رمضان توفى إدريس بن الشيخ زيان العراقي الحسيني.
تقدمت وفاة والده عام أربعة وتسعين ومائة وألف، وأخيه عام ثلاثة عشر ومائتين وألف. كان علامة مشاركا متقنا له فهم ثاقب كثير التدريس والإفادة. دفن بروضتهم بالقباب.
وفي عاشر حجة توفي يحيى بن المهدي بن محمد الطالب بن محمد العربي الشفشاوني الحسني. كان علامة مشاركا مطلعا، تولّى الخطابة والإمامة بمسجد المولى إدريس بن إدريس بفاس مدة، ثم تخلى عنها اختيارا، ودفن داخل قبته بأمر من السلطان المولى سليمان، وقيل في السنة بعدها. قال في حقه في مسودة كتاب الروض الطيب العرف ما نصه: "أبو زكرياء يحيى بن المهدي الشفشاوني، من الأئمة الأعلام. كان علامة متبحرا في الفقه والحديث والفرئض والحساب وغير ذلك. كانت ولادته عام ثلاثة وخمسين ومائة وألف. أخذ عن الشيخ محمد بن قاسم جسوس والشيخ أبي حفص الفاسي والشيخ التاودي ابن سودة، واعتمد في الحساب والفرائض الشيخ أبا العباس الشرايبي، وولى الإمامة والخطابة بمسجد الشرفاء حيث ضريح أبي العلاء إدريس بن إدريس نحوا من ثلاثين سنة، ثم تخلّى عن ذلك اختيارا سنة أربع وعشرين ومائتين وألف. وانعزل عن الخلق، وأقبل على ما يرضي الحق، والتهجد وملازمة الأذكار، ووصل عبادة الليل بعبادة النهار. وكان السلطان سيدي محمد بن عبد الله يحبه ويلتمس منه الدعاء الصالح ويقدمه في الأمور الدينية على غيره من الشرفاء والفقهاء، واقتفى أثره ولده المولى سليمان في إكرامه وتبجيله وتعظيمه واحترامه. زاره مرة بداره بدرب الطويل فكانت مفاجأة غريبة لأبنائه يذكر خبرها جيلا بعد جيل، ودفن بضريح المولى إدريس بأمر مولوي". وذكر وفاته عام تسعة وعشرين ومائتين وألف.