تم بحمد الله تعالى ذكره تراجم شيوخ البيهقي رحمه الله تعالى على نحو ما ذكرناه في خطة البحث، فإن كان من توفيق وصواب فمن الله وحده، فله الحمد والمنة، وما كان من خطأ أو نسيان فمني ومن الشيطان، وأعتذر عما يوجد فيه من الأخطاء والزلات والخلل والنقص والسهو مما لا يسلم منه نوع الإنسان الذي هو محل النسيان، فالكريم من عدت هفواته، فلك أيها القاري غنمه وعلى مؤلفه غرمه، ولك صفوه وعليه كدره، فرحم الله امرأ قدم لأخيه النصيحة؛ فالتناصح شعار المسلمين، وما من عمل إلا وناظر فيه صاحبه يوما فقائل: لو غير هذا لكان أفضل، ولو بدل هذا لكان أحسن، وسبحان من له الكمال، ويأبى الله أن يكمل كتاب إلا كتابه، فالحق ضالة المؤمن، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، ولا يسعني إلا أن أتمثل بقول الشاطبي:
وَظُنَّ بِهِ خَيْرًا وَسَامِحْ نَسِيجَهُ ... بِالِاغْضَاءِ وَالْحُسْنَى وَإِنْ كَانَ هَلْهَلَا
وصلى اللَّهم على سيدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلم ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين، وسبحانك اللَّهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.