مر بنا في نقل أقوال العلماء في البيهقي قول إمام الحرمين أبي المعالي: "ما من شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي، فإن له المنة على الشافعي؛ لتصانيفه في نصرة مذهبه".
قال الذهبي في السير (18/ 167) بعد نقله كلام إمام الحرمين: "أصاب أبو المعالي، هكذا هو، ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبا يجتهد فيه لكان قادرا على ذلك؛ لسعة علومه، ومعرفته بالاختلاف، ولهذا تراه يلوح بنصر مسائل مما صح فيها الحديث".
وأورد الذهبي في السير (18/ 167): "قال شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن البيهقي: حدثنا أبي قال: حين ابتدأت بتصنيف هذا الكتاب -يعني كتاب المعرفة في السنن والآثار- وفرغت من تهذيب أجزاء منه، سمعت الفقيه محمَّد بن أحمد -وهو من صالحي أصحابي وأكثرهم تلاوة وأصدقهم لهجة- يقول: رأيت الشافعي -رحمه الله- في النوم وبيده أجزاء من هذا الكتاب، وهو يقول: قد كتبت اليوم من كتاب الفقيه أحمد سبعة أجزاء، أو قال: قرأتها. ورآه يعتد بذلك. قال: وفي صباح ذلك اليوم رأى فقيه آخر من إخواني الشافعي قاعدا في الجامع على سرير وهو يقول: قد استفدت اليوم من كتاب الفقيه حديث كذا وكذا.
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان (1/ 75 - 76): "أول من جمع نصوص الإِمام الشافعي رضي الله تعالى عنه في عشر مجلدات".
وقال أيضًا: "كان من أكثر الناس نصرًا لمذهب الشافعي، وطلب إلى نيسابور لنشر العلم فأجاب وانتقل إليها".