سمع منه: أبو بكر البيهقي في بداية طلبه للحديث سنة تسع وتسعين وثلاثمائة في شهر رمضان إملاء (?)، وأكثر الرواية عنه في تصانيفه، وكان البيهقي يثني عليه ويقول: حدثنا الشيخ الإِمام أبو الطيب.
وروى عنه أيضًا: الحسين بن محمَّد بن محمَّد بن علي بن حاتم أبو علي الروذباري الطوسي الفقيه، ومحمَّد بن سهل بن محمَّد بن أحمد بن إسماعيل أبو نصر الشاذياخي السراج، ومحمَّد بن عبد الله بن محمَّد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم أبو عبد الله الحاكم الضبي الطهماني النيسابوري الشافعي المعروف بابن البَيِّع صاحب التصانيف وهو أكبر منه.
قال الذهبي: العلامة شيخ الشافعية بخراسان الإِمام أبو الطيب العجلي الحنفي ثم الصعلوكي النيسابوري الفقيه الشافعي، تفقه على والده، ودرس وتخرج به أئمة، قال الحاكم: هو من انظر من رأينا، تخرج به جماعة وحدث وأملى. قال: وبلغني أنه كان في مجلسه أكثر من خمسمائة محبرة. وقال -يعني الذهبي-: قال أبو إسحاق الشيرازي: كان أبو الطيب فقيها أديبا، جمع رئاسة الدنيا والدين، وأخذ عنه فقهاء نيسابور. وقال الحاكم: كان أبوه يجله ويقول: سهل والد. قلت -يعني الذهبي-: حدث عنه الحاكم وهو أكبر منه، وأبو بكر البيهقي، وله ألفاظ بديعة منها: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه، وقال: إذا كان رضي الخلق معسورا لا يدرك كان رضى الله ميسورا لا يترك، إنا نحتاج إلى إخوان العشرة لوقت العسرة، وكان بعض العلماء يعد أبا الطيب المجدد للأمة دينها على رأس الأربعمائة، وبعضهم عد ابن الباقلاني، وبعضهم عد الشيخ أبا حامد الإسفراييني وهو أرجح الثلاثة، توفي الإِمام أبو الطيب في رجب سنة أربع وأربعمائة في عشر الثمانين رحمه الله تعالى (?).