أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن محمَّد بن حليم البخاري الشافعي أحد الأذكياء الموصوفين ومن أصحاب الوجوه في المذهب، وكان متفننا سيال الذهن مناظرا، طويل الباع في الأدب والبيان، ولد في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، فقيل: إنه ولد بجرجان وحمل فنشأ ببخارى، وقيل: بل ولد ببخارى، وله مصنفات نفيسة، حدث عنه أبو عبد الله الحاكم وهو أكبر منه ولم أقع له بترجمة تامة، وله عمل جيد في الحديث لكنه ليس كالحاكم ولا عبد الغني، وإنما خصصته بالذكر لشهرته، توفي في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وأربعمائة، وللحافظ أبي بكر البيهقي اعتناء بكلام الحليمي ولا سيما في كتاب شعب الإيمان. (?)
قال السمعاني: الحليمي الفقيه الشافعي الجرجاني ولد بها في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وحمل إلى بخارى وكتب بها الحديث، وتفقه على أبي بكر الأودني حتى صار إماما معظما مرجوعا إليه، صاحب التصانيف الحسان، وقال -يعني السمعاني-: ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور فقال: القاضي أبو عبد الله بن أبي محمَّد الحليمي أوحد الشافعيين بما وراء النهر وآدبهم وأنظرهم بعد أستاذيه أبي بكر القفال وأبي بكر الأودني، قدم نيسابور سنة سبع وسبعين حاجا فحدث وخرجت له الفوائد، ثم قدمها سنة خمس وثمانين رسولا من السلطان فعقدنا له الإملاء وحدث مدة مقامه بنيسابور، وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعمائة، وقيل: توفي في شهر ربيع الأول من السنة. وقال -يعني السمعاني-: قال أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي: أبو عبد الله الحليمي الجرجاني بلغني أنه ولد بجرجان سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة، وحمل إلى بخارى وهو صغير وكتب بها الحديث وتفقه وصار رئيس أصحاب الحديث ببخارى ونواحيها، وتولى القضاء ببلدان شتى، وتوفي في جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعمائة، وكان أستاذه أبو بكر