فقد أورد إخواني حفظهم الله بعض الملاحظات مجملها أن الأخ الكريم عمد دون قصد -فيما يبدو- إلى أنه جعل "روى عن فلان" بمثابة "سمع فلانا"، فكان يذكر في ترجمة الرجل: سمع من فلان وفلان، وكل من ورد أنه روى عنهم، وكلمة سمع من فلان تختلف بلا شك عن روى عن فلان عند أهل الحديث والمعرفة به، وذلك لأن روى عن فلان تحتمل أنه سمع منه مباشرة أو سمع منه بواسطة.
فلما كان ذلك رُدَّ الكتاب للأخ الكريم فقام بتعديل ما قد ذُكر وتصحيحه (?)، وإن لم تسعفنا مراجعته لكنه، ولله الحمد نحسبه أمينًا, ولا نزكي على الله أحدًا.
هذا، وقد اعترى بعض تراجم الرواة بعض التصوفات والمسائل العقائدية التي فيها خلل، وهذه ليست عهدتنا ولا عهدة الأخ محمود، ولكن كان ينبغي قدر الاستطاعة التعقيب في الحواشي على مثل هذه، وذلك كقولهم في فلان: إنه كان يتبرك بقبره ويستسقى به. وهذا بلا شك خطأ فادح ينبغي التنبيه عليه، وقد بذل الأخ ما في وسعه في ذلك الصدد، فأسأل الله أن يجازيه خيرًا.
هذا، وأحيانًا يكون هناك اشتباه في اسمين ولا يُدرى مَنْ المعنيّ فيجتهد الأخ في أن الأَوْلى واحد منها هذا.
وأسأل الله أن ينفع به وبكتابه وأن يوفقه لمواصلة العلم الشرعي، والدعوة إلى الله. وصل اللَّهم على نبينا محمَّد وسلم والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو عبد الله مصطفى بن العدوي
16 محرم 1429 هـ