وهذا لا ينافيه ما مر أنه أصدقها ذلك الدرع؛ لأن الدرع هو الصداق، وثمن البعير قام بما لها ما عليه من حقوق الوليمة واللوازم العرفية والعادية ونحو ذلك. وعن حجر بن عنبس - وكان قد أدرك الجاهلية لكنه لم ير المصطفى - قال: خطب أبو بكر وعمر إلى رسول الله فاطمة، فقال رسول الله: (هي لك يا علي) رواه الطبراني بإسناد صحيح وعن حجر المذكور قال: خطب علي إلى رسول الله فاطمة، فقال: (هي لك يا علي لست بدخال) - أي لأنه كان قد وعده فقال: إني لا أخلف الوعد.
رواه البزار ورجاله ثقات وظاهر حديث حجر الأول أن المصطفى لما خطبها الشيخان ابتدأ عليا فزوجه إياها بغير طلب.
وظاهر الباقي أنه لما خطباها علم علي فجاء فخطبها، فأجابه، ويدل عليه كثير من الأخبار المارة.