وَمَنْ عظَم صَاحِبَ دُنْيَا وَمَدَحَهُ طَمَعًا فِي دُنْيَاهُ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ قَارُونَ فِي أَسْفَلِ جَهَنَّمَ.
وَمَنْ بَنَى بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً حَمَلَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ سَبْعِ أرضين يطوقه نارًا توقد في عنقه ثم يرمى به النَّارِ. فَقِيلَ: وَكَيْفَ يَبْنِي بِنَاءً رِيَاءً وَسُمْعَةً؟ فقال: يبني فضلا عماّ يَكْفِيهِ، وَيَبْنِيهِ مُبَاهَاةً.
وَمَنْ ظَلَمَ أَجِيرًا أُجْرَةً حَبِطَ عَمَلُهُ، وَحُرِّمَ عَلَيْهِ رِيحُ الْجَنَّةِ، وَرِيحُهَا يوجد من مسيرة خمسمائة عَامٍ.
وَمَنْ خَانَ جَارَهُ شِبْرًا مِنَ الْأَرْضِ طَوَّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى سَبْعِ أَرَضِينَ نَارًا حتى يدخله جهنم.
ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدًا لقي الله مجذومًا مغلولاً، وَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ حَيَّةً تَنْهَشُهُ في النار.
ومن تعلم القرآن فلم يَعْمَلْ بِهِ وَآثَرَ عَلَيْهِ حُطَامَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا اسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ، وَكَانَ فِي دَرَجَةِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ نَبَذُوا كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا. وَمَنْ نَكَحَ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ رَجُلًا أَوْ صَبِيًّا حُشر يوم القيامة وهو أنتن من الجيفة، يتأذى بِهِ الناس حتّى يدخل جهنم، وأحبط الله أجره، ولا يقبل منه صرفا ولا عدلا، ويدخل في تَابُوتٌ مِنْ نَارٍ وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ مَسَامِيرُ مِنْ حَدِيدٍ حَتَّى تَسْلُكَ تِلْكَ الْمَسَامِيرُ فِي جَوْفِهِ، فَلَوْ وُضِعَ عِرْقٌ مِنْ عُرُوقِهِ على أربعمائة أُمَّةٍ لَمَاتُوا جَمِيعًا، وَهُوَ مِنْ أَشَدِّ أَهْلِ النار عذابًا يوم القيامة.
ومن زنى بِامْرَأَةٍ مُسْلِمَةٍ أَوْ غَيْرِ مُسْلِمَةٍ، حُرَّةٍ أَوْ أمة، فتح عليه في قبره ثلاثمائة أَلْفِ بَابٍ مِنَ النَّارِ، يَخْرُجُ عَلَيْهِ مِنْهَا حَيَّاتٌ وَعَقَارِبُ وَشُهُبٌ مِنَ النَّارِ فَهُوَ يُعَذَّبُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ بِتِلْكَ النَّارِ، مَعَ مَا يَلْقَى مِنْ تِلْكَ الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبِ، وَيُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَأَذَّى النَّاسُ بِنَتَنِ فَرْجِهِ، وَيُعْرَفُ بِذَلِكَ حَتَّى يَدْخُلَ النَّارَ فَيَتَأَذَّى بِهِ أَهْلُ النَّارِ مع ما هم فِيهِ مِنَ الْعَذَابِ، لِأَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ الْمَحَارِمَ، وَلَيْسَ أَحَدُ أَغْيَرَ مِنَ اللَّهِ، وَمِنْ غَيْرَتِهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ وَحَدَّ الْحُدُودَ.