قال (جامعه) - سامحه الله تعالى-: وقد تم ما أردنا الله تعالى به من هذا الكتاب، ونستغفر الله الكريم الوهاب مما زل به اللسان، أو داخله ذهول، أو غلب عليه نسيان، فإن كل من صنف مع التأني، وإمعان النظر، وطول التفكر، قل أن يسلم عن شيء من ذلك، فكيف بمن تكاثرت عليه الهموم وإشغال البال وعُدِمَ الكُتب.
فرغ منه مؤلفه الفقير إلى رحمة ربه أقل عبيد الله عبد الله: أحمد بن أبي بكر بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ قَايْمَازِ بْنِ عثمان بن عمر البوصيري الكناني الشافعي- لطف الله به- في مدة أولها مستهل ذي القعدة الحرام، عام إحدى وثلاثين وثمانمائة، وآخرها خامس عشرين شهر رجب الفرد الحرام، سنة اثنين وثلاثين وثمانمائة، وفرغ من أصله في مستهل ذي الحجة الحرام سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة، وكان الابتداء في جمع زوائد هذه المسانيد في شوال سنة سبع عشرة وثمانمائة، ففرغت المسودة في ثلاث سنين، ولا أبرأ فيه من الزلل والذهول وَالنِّسْيَانِ الَّذِي طُبِعَ عَلَيْهِ الْإِنْسَانُ، فَمَنْ رَأَى فيه شيئًا من الخلل فليحققه، ثم ليصلحه ليشارك في الثواب من الكريم الوهاب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، حسبنا الله ونعم الوكيل.
وقد أخبرني بجميع هذه المسانيد المذكورة وما أضيف إليها المشايخ الآتي ذكرهم فيه: فأما مسند أبي داود الطيالسي:
فأخبرني به شيخنا شيخ الإسلام لسان المتكلمين: سراج الدين عمر البلقيني- رحمه الله- مشافهة، أبنا الإمام حافظ العصر بقية الحفاظ أبو الحجاج المزي، أبنا علي بن أحمد بن عبد الواحد إجازة.
(ح) وأخبرني به إجازة معينة شيخنا حافظ العصر: أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن أبي بكر بن إبراهيم بن العراقي، والحافظ أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان، وأبو هريرة عبد الرحمن بن محمد بن علي بن عبد الواحد بن يوسف بن عبد الرحيم الدكالي- رحمهم الله- قالوا: أبنا الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر البياني، أخبرني أبو الحسن علي ابن أحمد بن عبد الواحد إجازة عن المشايخ الثلاثة: أحمد بن محمد بن محمد اللبان، وأبي عبد الله محمد بن أبي زيد بن حمد الكراني، وأبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني كتابة منهم قالوا: أبنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد- قال اللبان: سماعًا عليه لجميع