فَاخْتَلَفْنَا فِي عِذْقٍ، يَعْنِي نَخْلَةً- فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ مِنْ أَرْضِي، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هِيَ من أرضي. فقلت: يا أبابكر، أَمَا تَرَى انْظُرُ، أَمَا تَرَى أَنَّهَا مِنْ أَرْضِي، فَأَبَى وَقَالَ كَلِمَةً نَدِمَ عَلَيْهَا، فَقَالَ لي: ياربيعة، قُلْ لِي مِثْلَ مَا قُلْتُ لَكَ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا. قَالَ: قُلْتُ: لَا. فَقَالَ: لَا والله إذًا لأستعدين عليك رسول الله، قُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ. فَانْطَلَقَ يَؤُمُّ النَّبِيَّ - صَلَّى الله عليه وسلم - واتبعته، فجاء نامت من قومي، فقال: يرحم الله أبابكر هو الذي قال لك أما قال، وَيَسْتَعْدِي عَلَيْكَ. فَانْطَلَقُوا مَعِي، فَقُلْتُ لَهُمْ: أَتْدَرُونَ مَنْ هَذَا. هَذَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ يَأْتِي رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيغضب لِغَضَبِهِ، وَيَغْضَبُ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- لِغَضَبِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيهلك ربيعة، ارجعوا ارْجِعُوا. فَرَدَدْتُهُمْ، فَانْطَلَقْتُ وَقَدْ سَبَقَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَصَّ عَلَيْهِ، فلما جئت قال لي: يا ربيعة، ما لك وَالصِّدِّيقِ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ لِي شَيْئًا وَقَالَ لِي: قُلْ لِي مِثْلَ مَا قُلْتُ لَكَ حَتَّى يَكُونَ قِصَاصًا. فَقُلْتُ: لَا أقول لك مثل ما قلمت لِي. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أَجَلْ. قَالَ: فَلَا تَقُلْ لَهُ مِثْلَ ما قال لك، ولكن قل: يغفر الله لك يا أبابكر. فقلت: يغفر الله لك يا أبابكر، يغفر الله لك يا أبابكر، فَوَلَّى أَبُو بَكْرٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وَهُوَ يَبْكِي ".

هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنُ، مُبَارَكٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ.

4913 - قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ: وَثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ "أَنَّ رَجُلَيْنِ اخْتَصَمَا إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - يقول: إِذَا كُنْتَ فِي أَرْضٍ فَسَمِعْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِي شِبْرٍ مِنْ أَرْضٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا. فَخَرَجَ أَبُو الدَّرْدَاءِ فَأَتَى الشَّامَ ".

هَذَا إِسْنَادٌ رُوَاتُهُ ثقات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015