والثّاني: قوله: "أَوْ دِمَائِهِمْ أوْ حُلَلِهِمْ"، وهذا الموضع يليق به الواو؛ لأنّ كلّ واحدة منهن يسترها هذه الأشياء الثّلاثة.
والثّالث: أنّه أفرد الضمير في "ساقها" وجمع فيما بعد ذلك. والوجه فيه أنّه نَزَّلَ المؤنث منزلة المذكر على ما جرت به العادة في صيانة المؤنث.
وأمّا "أو" فيجوز أن تكون بمعنى الواو (?)، ويجوز أن يراد بها أن بعضهن كذا وبعضهن كذا، ويشير إلى التفصيل.
وأمّا إفراد الضمير فيرجع إلى الواحدة أو إلى الجمع، وأوقع المفرد موقع الجمع.
(179 - 5) وفي حديثه: "إنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ؛ كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي، كِتَابَ اللهِ حَبْلًا مَمْدُوًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي" (?):
أمّا كتاب الله وعترتي الأولان (?)، فبدلان من "الثقلين"، أمّا "كتاب" (?) الثّاني فهو بدل من "كتاب" الأوّل، وجوز ذلك وحسنه ما اتصل (?) به من زيادة المعنى، وهو قوله: "حَبْلًا مَمْدُودًا" [وكذلك "عترتي أهل بيتي"، ونصب "حبلًا ممدودًا]، (?) على أنّه حال أو مفعول ثانٍ لـ"تارك". ولو روي "كِتَابُ اللهِ