يكن المرسل إليهم يقولون: لا نقبل أخبارهم لأنها أخبار آحاد.
وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم خبر تميم الداري عن الدجال، وروى ذلك عنه على المنبر؛ كما ثبت ذلك في "صحيح مسلم " وغيره.
وقد كان الصحابة رضي الله تعالى عنهم يعملون بأخبار الآحاد من الثقات.
ولما حولت القبلة إلى الكعبة؛ خرج رجل ممن صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم؛ فمر على أهل قباء وهم يصلون، فقال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة؛ فاستقبلوها» . وكانت وجوههم إلى الشام؛ فاستداروا إلى الكعبة.
متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
ولهما أيضا عن البراء بن عازب رضي الله عنهما نحوه، وكذا عن أنس رضي الله عنه عند أحمد ومسلم وأبي داود.
فهؤلاء أهل قباء قبلوا خبر الواحد العدل وعملوا به وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك.
قال الخطابي في الكلام على حديث أنس رضي الله عنه: " فيه دليل على وجوب قبول أخبار الآحاد ".
وقال أبو البركات ابن تيمية: "هو حجة في قبول أخبار الآحاد".
وكذا قال غيرهما من المحققين.
وروى البخاري في "الأدب المفرد" عن أنس رضي الله عنه؛ قال: "إني لأسقي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم عند أبي طلحة؛ مر رجل فقال: إن الخمر قد حرمت. فما قالوا: متى؟ أو: حتى ننظر. قالوا: يا أنس! أهرقها...."