وقد رواه الإمام أحمد من حديث جبير بن نفير عن عوف بن مالك رضي الله عنه؛ قال: «أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فسلمت عليه، فقال: " عوف؟ " فقلت: نعم. فقال: "ادخل". قال: قلت: كلي أو بعضي؟ قال: "بل كلك". قال: "اعدد يا عوف ستًا بين يدي الساعة: أولهن موتي". قال: فاستبكيت حتى جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكتني. قال: قلت: إحدى. "والثانية فتح بيت المقدس". قلت: اثنين. "والثالثة موتان يكون في أمتي يأخذهم مثل قعاص الغنم". قال: "ثلاثًا. والرابعة فتنة تكون في أمتي (وعظمها) ، قل: أربعًا. والخامسة يفيض المال فيكم حتى إن الرجل ليعطى المائة دينار فيتسخطا. قل: خمسًا. والسادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيسيرون إليكم على ثمانين غاية ". قلت: وما الغاية؟ قال: "الراية، تحت كل راية اثنا عشر ألفًا، فسطاط المسلمين يومئذ في أرض يقال لها: الغوطة، في مدينة يقال لها: دمشق» .
إسناده صحيح على شرط مسلم. ورواه أيضا من حديث هشام بن يوسف عن عوف بن مالك رضي الله عنه بنحوه مختصرا، ورواته ثقات. ورواه أيضا من حديث محمد بن أبي محمد عن عوف بن مالك رضي الله عنه بنحوه، وفيه: «وفتنة تدخل بيت كل شعر ومدر» ، ورواته ثقات. وروى أبو داود طرفا من أوله، ثم روى عن صفوان بن صالح عن الوليد بن مسلم عن عثمان بن أبي العاتكة؛ قال: إنما قال: "أدخل كلي"؛ من صغر القبة.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "قوله: "غاية"؛ أي: راية، وسميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف". قال: "وجملة العدد المشار إليه تسعمائة ألف وستون ألفا، ولعل أصله ألف ألف، فألغيت كسوره. قال المهلب: فيه أن الغدر من أشراط الساعة، وفيه أشياء من علامات النبوة قد ظهر أكثرها. وقال ابن المنير: أما قصة الروم فلم تجتمع إلى الآن، ولا بلغنا أنهم غزوا في البر في هذا العدد؛ فهي من الأمور التي لم تقع بعد. وفيه بشارة ونذارة،