مَبْنِيَّة على الظُّلم، والخيانة، والفاحشة، وَكَيف تنظم الغرائز الجنسية وَغَيرهَا إِن لم يكن صَاحبهَا يحمل إِيمَانًا صَادِقا، وعقيدة قَوِيَّة راسخة فِي الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَفِي رَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلم تنظم الغرائز بِحَال من الْأَحْوَال فِي ضوء تِلْكَ الدراسة التربوية الَّتِي وضع مناهجها أفراخ الْيَهُود وَالنَّصَارَى من الشيوعيين المارقين، وَإِن آراءهم وأفكارهم فِي التربية الحديثة حسب زعمهم لم تَجِد شَيْئا، وَلم تحسن موقفا مترديا وَقع فِيهِ الغرب والشرق وَغَيرهمَا مِمَّن لاحظ لَهُم فِي الرسَالَة السماوية الْأَخِيرَة الَّتِي أكْرم الله تَعَالَى بهَا الإنسانية كلهَا، وَهِي رِسَالَة الْإِسْلَام الخالدة.
وَلَقَد درست بعض النظريات الغربية فِي التربية وَالَّتِي لَا تسْتَحقّ أَن تكون مَوضِع اهتمام وَإِعْجَاب فِي نظر الباحثين الْمُسلمين وَلَقَد درست فِي نفس الْوَقْت أَحْوَال الْمَرْأَة الغربية وَغَيرهَا الَّتِي أخذت بِهَذِهِ المناهج مِمَّن تعيش بعيدَة عَن ضوء رِسَالَة الْإِسْلَام فَوجدت أَنَّهَا فقدت كل مقومات الْحَيَاة الْحرَّة الْكَرِيمَة، فَأَصْبَحت الْآن سلْعَة رخيصة فِي أَيدي الظلمَة الغاشمين من دعاة الزِّنَا، والسفور، والانحلال وَمن هُنَا يُوَجه السَّائِل الْكَرِيم هَذَا السُّؤَال فَيَقُول: وَمَا معنى قَوْله تَعَالَى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ} 1 وَمَا معنى قَوْله تَعَالَى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلا أَبْنَائِهِنّ} 2 فَقَالَ: فَيرى الْأُسْتَاذ الشَّيْخ أَبُو الْأَعْلَى المودودي أمد الله فِي عمره: أَن المُرَاد بالزينة هِيَ الْوَجْه والكفان فَقَط فَلَا يجوز أَن تبدي الْمَرْأَة أَكثر من ذَلِك لمحارمها، على حِين أَن الشَّهِيد سيد قطب رَحمَه الله تَعَالَى يرى أَنه لَا بَأْس على الْمَرْأَة أَن يَبْدُو مِنْهَا مَا عدا (مَا بَين السُّرَّة إِلَى الرّكْبَة للمحارم) فَمَا هُوَ الرَّاجِح الَّذِي تؤيده الْأَدِلَّة القوية، وَيشْهد لَهُ الْوَاقِع، وَالَّذِي يجب على الْمُسلم أَن يعتمده، أَرْجُو الْإِجَابَة الوافية مَا وسعكم التَّفْصِيل، وَالِاسْتِدْلَال؟
قلت: لم يحسن السَّائِل الْكَرِيم فِي تَوْجِيه سُؤَاله، بل لم يفهم مَا قَالَه الْأُسْتَاذ المودودي، وَكَانَ عَلَيْهِ أَن يُوَجه السُّؤَال هَكَذَا: مَا المُرَاد بالزينة الْوَارِدَة فِي قَوْله تَعَالَى: {وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} وَمَا المُرَاد من لَفْظَة {إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا} فقد ذهب الْأُسْتَاذ المودودي إِلَى أَن المُرَاد من هَذِه اللَّفْظَة الْوَجْه وَالْكَفَّيْنِ فَجَاز للْمَرْأَة أَن تكشفهما أَمَام الْأَجَانِب، وَقَالَ السَّيِّد قطب رَحمَه الله