ثم بعد قضاء الوطر وفق المراد انقلب السفراء بما لديهم من المعلومات وقرروا للسلطان ورجال الدولة ما كان من سفارتهم وما رجعوا به من المقاصد المطلوبة.

ثم بإثر ذلك زار إمبراطور ألمانيا (غليوم الثاني) مدينة طنجة فأوفد السلطان لمقابلته وتهنئته نيابة عنه سمو عم والده مولاي عبد المالك بن عبد الرحمن بن هشام وبعض الأعيان فاستاء لذلك الإمبراطور المذكور إذ كان اعتقاده أن السلطان يقابله بنفسه، وذلك ما كانت تقتضيه المجاملات السياسية وتوجبه مصلحة المغرب الوطنية، وكان نزوله بطنجة يوم الجمعة الرابع والعشرين من محرم 1323.

كما زار قبله ملك الإِنجليز (ادوارد السابع) جبل طارق وذلك بعد زوال يوم الأربعاء تاسع محرم فاتح عام 1321، فأوفد السلطان لمقابلته وتهنئته نيابة عنه باشا فاس القائد عبد الرحمن بن عبد الصادق الريفي، وكانت مقابلة النائب الريفي الملك في عشية اليوم نفسه بدار حاكم مدينة جبل طارق، حيث كان نزول الملك.

ومن نتائج سفارة ابن سليمان لفرنسا تعديل مسألة الحدود الجزائرية المغربية، وكان الذي رشح للوقوف على تصفيتها الجباص المذكور بصفة كونه رئيسا والسيد أحمد السعيدي باشا مكناس الحالي معينا أول والسيد محمَّد نجل الجباص المذكور معينا ثانيا، والسيد محمَّد بن عبد الواحد المندوب المخزني بوجدة وباشا الدار البيضاء سابقا كاتبا أول والفقيه السيد محمَّد الهواري قاضي طنجة والعضو الأول بالاستئناف الأعلى سابقا كاتبا ثانيا، والسيد لزبير سكيرج مهندسا واستمر مكثهم في هذه المأمورية من آخر سنة 1318 إلى آخر سنة 1321.

وفي الوقت نفسه تخلت الحكومة المغربية عن القبائل الثلاثة: أولاد جرير، وذوي منيع، والقنادسة لعمالة الجزائر لما كانوا يحدثونه ويتسببون فيه من القلاقل والمشاكل مع الرعايا الجزائريين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015