مدينة فاس وهم الذين أفصحنا سابقا بكون مقرهم أحوار تازا ونزل بعض آخر منها غربى مدينة فاس على مسافة ستين كيلو مترا وهم سكان هذه المدينة في الأعصر المتقادمة.
وأشار ابن الرقيق إلى أنهم هم الذين أنشئوها، وأن سكانهم أولا كانت في بيوت الشعر، ثم حملتهم الثروة على التخاصم وإجلاء الأقوى للأضعف، فصاروا بذلك يتخذون الدور بموقع مكناسة ويتابع بعضهم في ذلك بعضا إلى أن كثرت دورها وصارت من أعاظم المدن، وصرح بذلك حسن بن محمد الوزان الغرناطى ثم الفاسى الشهير في أوربا بجان ليون في "رحلته" وعليه فنسبتها إليهم لإنشائهم لها وسكانهم بها، وقد كان اختطاطهم لها قديما قبل الإسلام كما أفصح به بعض المؤرخين، وصرح بعض المعاصرين من الأوربيين في مؤلف له في مكناسة بأن ذلك كان في القرن الرابع قبل ميلاد سيدنا عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكان تمدنها وقتئذ عبارة عن قرى متعددة كما يأتى عن ابن غازى.
تنبيهان اثنان: الأول: ما سبق من أن بين فاس ومكناسة ستين كيلو مترا هو الذى حرره أهل الفن من الدولة الحامية الآن، وقد حققوا ذلك بعلامات نصبوها على رأس كل عدد كما هو شأنهم في أمثال ذلك، وعليه فما وقع في رحلة حسن ابن محمد الوزان من أن بين فاس ومكناس ستة وثلاثين ميلا (?) وكذا ما وقع في كتاب فتوحات مولاى رشيد، ومولاى إسماعيل لمؤلفه مويت الفرنسى، من أن بين مكناسة وفاس الجديد ثمانية وأربعين ميلا.
وكذا ما وقع في الروض الهتون هنا من قوله مرة إن بين مكناس وفاس نحوا من ثلاثة برد ونصف بريد.
وقوله: مرة أخرى إن بينهما نحو أربعين ميلا. هـ.