وعذرا له لأنه أول قارع لأبوابها، وغير مسبوق بشيء يعتبر في اختراعه من لبابها، وتلك العادة المحكمة في أول متكلم.

غير أن له الفضيلة بسبقيته على العالم والمتعلم، فالهجوم على ما يصعب لا يحكمه إلا البطل، وبعد جناية النحل يجنى العسل، إذ الفضل كل الفضل لمن إذا الليل عسعس، طرق العقيلة في حيها وقد أحدق بها الحرس، ومن تكلم بعده في شيء من هذا الموضوع في ديوان فيه أو في غيره مشروع فعلى أثره عول وبإضاءته فرع ما فرع وأصل ولم أر منهم من هز لنشر طيها عطفا ولا من اقتطف من مشكاة أنوارها قطفا بل هم عن تدوين شئونها في انقباض وكل يدعى أنه خالى الوفاض إجماعا على الوفاق والتراض، وجنوحا إلى الزمانة بدلا عن الانتهاض، وما أراهم إلا لما تكامل فيها الحسن والإحسان، بهتت العقول فكل عنها منهم اللسان وتركوا القول جملة وتفصيلا، وتساقطوا على غيرها قبيلا فقبيلا

تكاثرت الظباء على خداش ... فما يدري خداش ما يصيد

وليس هذا بالرأى الحميد، ولا بما يلوى اللبيب فيحيد فقد أطبق العقلاء على أن ما لا يدرك كله لا يترك بعضه أو جله.

وطالما رمت الأخذ بهذه القاعدة فأجد النفس عن الجولان في ذلك الميدان قاعدة، إذ فقد مواد تقص تلك الأنباء يوجب العجز عن أن تتحمل منها الأعباء سيما وقد ضن على أغبياء جهلاء هذه المدينة التي كانت كل البلاد من محاسنها مدينة وتقاعدوا على ما لديهم وطووا كشحا دون الاقتراح فيه عليهم، مما عسى أن يظن به خبر ذلك الحى، ونشر ما أصبح الآن منه في ربقة الطى أو له بسالفه أدنى استمداد، يكون عند النهوض عمدة استعداد، بل آل سؤالى منهم ما أملت من الدفاتر، أن أصبح ودهم من قبيل العفا الداثر فكان تقلص ظل الوداد نتيجة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015