الشروع في بنائه زمن انتقاض الصلح مع فرنسا، وتم العمل فيه سنة ثلاث وستين ومائتين وألف 1263 والبستيون (المعقل العظيم) بالثغر الواقع بالشاطئ البحرى منه شمالا، وكان تمام العمل فيه سنة تسع وستين ومائتين وألف 1269، وقد جلب لهذا المعقل سبعة عشر مدفعا ومهراسين عظيمين من المعدن من بلاد الإنجليز على يد أبى محمد عبد الله فنيش السلوى، وكان وصول ذلك لثغر سلا رابع شوال من السنة.

وجدد بستان آمنة المرينية بالمدينة البيضاء فاس الحديد، قال أبو عبد الله أكنسوس: وكان -أى البستان- خرابا تألفه الوحوش بعد أن كان في الدولة المرينية على هيئة بهية، فيه ظهرت زينة تلك الدولة وضخامتها، وفيه مقاعدهم ومنازلهم العالية ومجالسهم المشرفة على بساتين المستقى، إلى أن قال وبالجملة فقد كان زينة من زينة الحياة الدنيا، وجنة حائزة من البهجة المرتبة العليا ثم أناخت عليها الأيام بصروفها، ومحت من تلك الرسوم جميع حروفها، فرآها الملوك قبل مولانا المؤيد فلم يرقوا لحالها، ولا أنقذوها من أوحالها، مع أنها في جوارهم، وعقود ديارهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015