ونشهد أنه الله الذى لا إله إلا هو شهادة تعصم من الأوهام والشكوك وترشد الجازم بها إلى الاتباع في المآخذ والتروك.
تعالى أن يشارك في صفات ... وكل خلقه كيف الشريك
تقدس أن تحيط به عقول ... وجل الله مولانا المليك
ونشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله الصادق فيما قص من الأنباء، وأبدى من أسرار من تقدمه من الرسل والأنبياء.
برى الله خير العالمين مكملا ... وأولى علاه فوق ما منه أملا
وصور منه الشكل غير مشارك ... على كل موجود جلاه مفضلا
فصل اللهم عليه صلاة تملأ الأرض والسماء، وتدوم بدوام ملكك، فلا يأتى عليها إحصاء ولا استقصاء، وعلى آله نجوم الاهتداء وأمان الأمة، القاعدين على صهوة المجد البالغين من كل مقصد همه، وأصحابه الذين نصروه وشدوا أزره، وحملوا عنه إلى من لم يحضره نهيه وأمره.
أما بعد: فيقول خديم العلم والتاريخ عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن ابن على بن محمد بن عبد المالك بن زيدان ابن فخر ملوك المغرب وجد سلاطينه مولانا إسماعيل بن الشريف الحسنى السجلماسى: إن لله تعالى في أجيال العوالم -من مكنون السر وخفى الدقائق- ما لا تحتوى على بيانه فنون المجازات وأنواع الحقائق، أودع فيها حكما ترجع دون تمام إدراكها الأمانى حسرى، وتقف في مشاهد إبداعها فتخر آونة شكرا وأخرى برقائقها سكرى.
كيف وهى مظاهر قدرته الباهرة، وتجلياته التي تكل أولاها والآخرة. فأعقل الناس من رآها بلب الاعتبار، وعرف أن منها ما سبيله الادكار، وما أبرز للاختبار، فاعتبروا يا أولى الأبصار، فوقف به ما رأى وسمع من أحوال القرون الشاسعة، على هدى يجده في المعاش والمعاد من الأعمال النافعة.