إلينا نصيحتكم وخطابكم، ووثقنا بما أنهى إلينا من صفاء مودتكم، وصدف محبتكم، وجدد ما كان بين السلف من ذلك، وسلك في ذلك كله أوضح المسالك، فقد رجعت المواصلة بين الدولتين لنصابها، واستحكمت المودة بالانتفاع بين المملكتين باتصال أسبابها، وحصل من الصفاء ما اتسعت به الأمور، وانشرحت له الصدور، إن شاء الله تعالى والتمام، وكتب بالحضرة العلية بالله تعالى من حمراء مراكشة صانها الله بمنه وحاطها في 3 المحرم الحرام فاتح عام 1263" من الأصل المحفوظ بوزارة الخارجية الفرنسية.

ولما نودى نابليون الثالث سلطانا على فرنسا كتب للمولى عبد الرحمن كتابا يعلمه بتبوئه عرش فرنسا، ويؤكد له استمرار سياسة الوداد بين الدولتين، ويقدم إليه ممثله الجديد في بلاد المغرب (ياجير شميد) ونص ترجمة الكتاب من أصله المحفوظ بوزارة الخارجية الفرنسية:

"من نابوليون أمبرطور الفرنسيين بفضل الله وبإرادة الأمة، إلى الأمير الأسمى الأفخم الأعظم مولاى عبد الرحمن أمبرطور المغرب وملك فاس وسوس صديقنا الأعز الأفضل:

أيها الإمبرطور الأسمى الأفخم الأعظم:

لما ارتقينا عرش الإمبرطورية بفضل الله وبرغبة الفرنسيين أجمعين، بادرنا إلى مخاطبة الأمراء الذين برهنوا لنا على صدق مودتهم، مبلغين إياهم خبر توليتنا، ولأجل ذلك نوجه لكم هذا الكتاب ليعبر لكم عن عواطفنا ويشهد الله الذى يعلم ما انطوت عليه الصدور، أننا لا رغبة لنا إلا في توثيق الروابط الودية التي بين فرنسا وممالككم، وتمتين العلائق التي تدل على ما بيننا من حسن المفاهمة، وأول ما سنوجه إليه اهتمامنا هو المحافظة على تطبيق العهود التي تربط أمبرطوريتنا منذ قرون، ولا شك عندنا أن جلالتكم أيضا ستسهر على تنفيذ جميع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015