تاهت على شعر العراق لطافة ... وزرت بأهل الرى والأهواز
يهوى الرقيق الطبع رقة طبعها ... وبعدها الجهال في الألغاز
قد جئت بالدر النفيس مفصلا ... عقدا وما أَنفقت من أعواز
ولطالما طلب الغواة ذخائرى ... حرصا ففاقهم نفيس ركاز
سمحت بها الأفكار وهى لواعب ... فأتت بغنة قينة ميجاز
وأَتتك عفوا حرة من حرة ... والحر لا يحتاج للمهماز
أنى يعارض الغوى وقد غدت ... بصفات حمدك في صوان طراز
حصتها بعلاك خير تميمة ... من كيد كل مكاشح هماز
ترمى نجوم سمائها حرسا لها ... شهبا لحرق الكاشح اللماز
ويحوط حوزة سرها ذو مرة ... فكأنه باز على قفاز
ولكم دَعِىٍّ رام عجم عقودها ... والدر لا يمتاز للبزاز
أسدى وألحم في مجال غروره ... ما حرفة الصواف كالقزاز
والشعر يعرف قدره من حاكه ... نساجه أدرى من البزاز
دم في ذمام المجد محروس العلا ... في نعمة موصولة بمفاز
وقال:
نادى السرور بسعدكم فتنزهوا ... فالروض قد أَهدى حلاه وخزه
بسط الربيع به بساط زبرجد ... قد أحسنت أيدى السحائب طرزه
قد كان كنزا في التراب مطلسما ... فتحت رقى كنز الغمائم كنزه
أبدت خبايا الأرض من بركاته ... ما أَوضحت لس الكمائم رمزه