وأما عن الكتاب فإن المؤلف متى كان قائما على فنه مضطلعا بأعبائه منقطعا إليه جاء في كتابه بنتيجة ذلك كله، وفى هذا الكتاب ما لا يكاد يتأتى لغير مؤلفه الإتيان به أو العثور عليه، وقد أحيا الله به مواتا ونشر بإبراره رفاتا وإن فيه فوائد هى أعز ما يطلب، ووثائق تكشف عن كثير من الأسرار المكتومة وتراجم هى لب التاريخ وحليته، ولولاه ذهبت وكأن لم يكن أربابها شيئًا مذكورا إلى ما حلى به من نادر الصور وقيم الغرر.

وإن أقل ما يجارى به مؤلف وقد أبدى للناس كتابه -بعد أن أنفق عليه من ذهنه ووقته وجهده ويده- أن يقال له: أحسنت وأفدت ولا زال قلمك منهلا.

الرباط 11 جمادى الثانية 1348

عبد الكريم بن الحسنى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015